سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوا إلياس العمري بعيدا عن صراعاتكم التافهة! لو كان يرغب في التدخل يا وهبي لتحلق الكل حوله. ولتبعه من في البام. ومن خارجه. ولتبعته أنا. والجيران. والأحزاب. والدول. والقارات. والبشرية جمعاء
بشذرة في الفيسبوك. بحكمة. بقصيدة. بمقال طلسمي. بتدوينة. بنظرة. بفكرة عميقة. بأغنية ملتزمة. بندوة. بابتسامة منه. كان إلياس العمري يخلق إجماعا حول شخصه. داخل حزب الأصالة والمعاصرة. وخارجه. وكان الكل يقول له برافو. والكل كان يعلق. ويكتب سلمت أناملك. وعاش الأمين العام. ولم يكن أحد في الحقيقة يفهم خطاب إلياس العمري. بينما كان المغرب كله تقريبا معه. المغرب كله كان يسعى إلى التقرب منه. وقبل أن يذهب بفترة قصيرة ظهر تيار في حزب العدالة والتنمية يؤمن هو أيضا بإلياس العمري . ولم تكن حينها مشاكل في البام. وكان يكفي أن يكتب مثلا”لي وجع في المصالحة. أنا قادم في الماضي. على صهوة المستقبل. فلا السنونو ولا الربيع. ولا الحصان يغرد”. حتى تنتشر تدوينته. وتتحدث عنها الصحافة. ويحللها كتاب الرأي. وتبروزها سهيلة الريكي. ويفسرها الخبراء. وللأمانة فقد كان زمنا جميلا. وكنا مستمتعين حقا. وكم يحز في نفسي أن يسعى البعض اليوم إلى إقحام اسم إلياس العمري في ما يقع داخل البام. وأن يتهمه عبد اللطيف وهبي بالتدخل. وبالاتصال بحكيم بنشماس. وبممارسة التهديد على الأعضاء. وحاشا أن يفعل إلياس العمري ذلك. وأن ينزل إلى هذا المستوى. ولا شك أنه وهو في خلوته. وهو يفكر. ومنسحب. وعلى مسافة مما يقع. فإن روحه مازالت حاضرة. ومازال مؤثرا. ومازال أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة رغما عنهم مسكونين به. و مع أنه بمقدوره أن يكتب شذرة محيرة. ومع أنه لن يعجز عن نشر مقال مدوخ في الصحافة. يوضح فيه موقفه. ويؤكد فيه أنه بعيد ولا يد له في ما يحصل. ومع أنه. وحتى وهو صامت. مازال يخلق الحدث. ويظهر طيفه في البام. وينتظر البعض عودته. ومع كل هذا. فقد آل على نفسه. والتزم معها. أن يظل بعيدا. وألا ينحاز لأي طرف. وألا ينبس ببنت شفة. وبأخلاق الزعماء الكبار. وبحكمة الفلاسفة. اختار أن يتأمل حزبه من الجهة. واختار من جهة أخرى أن يشتغل مع العالم. ومع الصين. ومع الهند. مؤمنا بمصير البشرية المشترك. ومؤمنا بالكرة الأرضية. وبالكون. وبأن مستقبل البام مقترن بما يحدث في شنغهاي. وفي نيودلهي. وفي أبعد قرية في الفيتنام. لكنهم للأسف لا يقدّرون أن يكون لهم أمين عام سابق بهذا الأفق. وببعد نظر لا يتوفر لغيره. فيستحضرون اسمه. ويتهمونه. ويتخيلونه واقفا خلف بنشماس. ويسعون إلى استدراجه إلى الحضيض الذي سقطوا فيه. ومن سطوته. ومن تأثيره الكبير عليهم. فإنهم جميعا يرونه حاضرا معهم. ويرون يده. ويسمعون اتصالاته. لكنها مجرد تهيؤات ناتجة عن حاجتهم إليه. مجرد مرضهم به. فيراه خصومه في الحزب وأنصاره على حد سواء. بينما لم يعد إلياس العمري مهتما بهذه السفاسف. وهذه الترهات. وهذه الصراعات الهامشية. على منصب. أو على موقع. أو على امتياز. أو على مستقبل حزب. بل صار أكبر من كل هذا. وقد كان واضحا في ذلك المقال الذي كتبه عن غاندي. وقد كان آخر مقال كتبه. والقارىء الحصيف. سيستنتج أنه كان حاسما. وأنه تطور فكريا. لكن لا سامر أبو القاسم. ولا غيره. تمعنوا في المقال. وفهموا إشاراته. وفكوا شيفرته. وبين السطور تفهم أنه صار يرى أبعد. ويرى الإنسان في كل مكان. ويرى بعين غاندي. لذلك رجاء لا تقحموا إلياس العماري في صراعاتكم واتركوه بعيدا عن خصوماتكم. دعوا الرجل يفكر. ويتأمل. دعوه في الأعالي. دعوه محايدا. ومع الإنسان في كل مكان. فهو لم يعد لكم. بل لي. ولك. وللمغاربة. وللبشرية جمعاء. ولو كان يرغب في التدخل لاجتمع الكل حوله. ولتبعه من في البام. ومن خارجه. ولتبعته أنا. والجيران. والأحزاب. والدول. والقارات. وبشذرة منه وبحكمة يتساءل فيها: هل أنام في الصباح. أم أشتري جرارا. أم أستيقظ في الليل. أم أذهب عند الأكراد. كان الكل سيتحلق حوله. لكن قراره حاسم. وقد نأى بنفسه عن كل هذه الحروب الصغيرة. فلا تذكروا اسمه. ولا تورطوه. ولا تسيئوا إليه. ولا تتهموه. وأتفق معكم أن غيابه قاس وأن حاجتكم إليه وإلى نصائحه وتحليلاته كبيرة. بينما يفعل كل هذا من أجلكم وكي تعولوا على أنفسكم. وتجتهدوا. لكنكم لاتفهمون درسه. ولا تلتقطون الإشارات. ولا تدركون أن روحه في كل واحد منكم. وفي بنشماس. وفي وهبي. وفي المنصوري. وفي الأصالة. وفي المعاصرة. وفي غيابه حضور طاغ. ولن يخذلكم. ولن يتخلى عنكم. وفي اللحظة المناسبة. سيظهر. وسيعيد الأصالة والمعاصرة إلى سابق قوته. إلا أنكم نسيتم من أنتم. وفقدتم الثقة في أنفسكم. وفي الجرار. ورغم أنه لم يعد أمينكم العام. فهناك هالته. وهناك سحره. وهناك تدويناته القديمة. ويكفي أن تعودوا إليها. وتتأملوها. وتضعوا عليها جيم. وتتخذوها نبراسا. كي تتوحدوا. وتتركوا كل خلافاتكم جانبا. وكي يسترجع حزبكم ألقه. وما كل ما يقع. وما الطرد. وما هذا الخوف الذي تشعرون به. إلا اختبارا من إلياس العمري. وهو معكم أينما كنتم. ومع تيار المستقبل. ومع الشرعية. ومع حكماء الحزب. ومع الليل. ومع النهار. ومع الأصالة. ومع المعاصرة. والذي قام بوساطة مع الفصائل الفلسطينية. وزار كردستان. وارتدى زي البشمركة. وظهر في التلفزيون الصيني. وفي القنوات المصرية. لن يغلبه أن يجري مصالحة بينكم وفي أي لحظة قد يكتب تدوينة مبهمة وملغزة لتنضبطوا جميعا وتعودوا إلى الصف. إلا أنه يستنكف ويأنف عن فعل ذلك. وبدل أن توقروه. وتشكروه. وتقدروا مكانته. وتحترموا المسافة التي أخذها من الحزب. وتستلهموا تجربته . تتوهمون أنه مازال فاعلا. ومازالت له اليد الطولى. والحال أن اليد الواحدة لا تصفق. وكما غنى أحمد قعبور أناديكم. أشد على أياديكم. ومن له صديق فليس له صديقان بالضرورة. وقد قالها إلياس العماري أكثر من مرة. وتحدث عن الوجع وعن الألم. وعن الأنموذج. وعن محطة القامرة. وعن الحذاء. وعن المسجد. وعن الهروب. وعن الغابة. وعن رجال الدرك. ولذلك. ورغم أنه غير موجود. فهو موجود. ورغم أنه صامت. فالكل يسمعه. ويرن صوته في أذن عبد اللطيف وهبي. ويسمع تحريضا. ويستنجد به بنشماس. وكل شخص في البام مصاب به. ويفكر فيه. ولا أحد يصدق أنه لم يعد أمينا عاما. ولا أحد منهم يعرف من تسلم المشعل منه. ومن تلقى الإشارة. ومن الأرنب. ومن السباق. ومن الدولة. ومن اخشيشن. ومن وهبي. ومن فاطمة الزهراء. وهل سامر أبو القاسم. هو قاسم أبو السامر. ومن المستعار. ومن الاسم. وهل إلياس العمري يطير. وهل مقصوص الجناح.