في الولاياتالمتحدةالأمريكية هناك سجون مشهورة في التاريخ منها سجن فيلم “هارب الكاطراز” و فيلم “بابيون” الفراشة وأخرى غيرها .. لكن في أمريكا أيضا سجن كوانتانامو الخاص بالإرهاب وما يرتبط به من أعمال حسنة.. نحن في المغرب اليوم وصلنا الى مرحلة ضرورة رفع عريضة الى مديرية السجون نطالب ببناء سجن كبير واسع عريض خاص بلصوص المال العام ورؤساء الجماعات القروية والبلدية الذين أكدوا لحد الساعة عن كفاءة وجدارة عالية في التلاعب والسرقات و نهب أموال الدولة.. غوانتانامو المغربي يمكن أن يكون له جناح موسع خاص لهذه اللائحة من المسؤولين الفاسدين الذين نقرأ عنهم يوميا متابعات و اعتقالات و محاكم وفضائح وعقوبات حسب رأس الزبون منها مخففة وناعمة ودوخ الفار.. نحن نبحث الان عن نموذج تنموي جديد وأول عمل يلزمنا التفكير فيه والمرور الى السرعة القصوى في التنفيذ هو وضع هؤلاء الفاسدين الذين يقفون اليوم أمام المحاكم في وضعية الاربعين “كارانطين” قبل ضحايا وباء الكورونا.. هذه كرونة تسري في الجسد وتخرب وتعيق كل البرامج الممكنة للخروج من النفق الذي دخلناه من سنوات طويلة بسبب مؤسسات إعتقدنا عبثا انها تشاركية وتمثيلية و محلية ولا مركزية ومدخلا للديمقراطية الى أن وجدنا أغلبهم أميون وسماسرة .. و للأسف العظيم أن فساد وسرقات ممثلي الشعب في الجماعات لم تقتصر على حزب دون آخر .. ربما نكاد نقول فيها أن أولاد عبد الواحد كلهم واحد.. كل من وجد الطريق سالكا مفروشا الى المرعى و المرقة ينطلق مثل دابة ضربتها الجيحة والجوع والحمى.. هؤلاء يستحقون منا عرائض ومسيرات حاشدة قبل أن نخرج للشارع في طقوس جنائزية للتطهير والكاطارسيزم عن التطبيع و المصالحات والتوافقات ومسلسل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأهل غزة والقدس و رام الله والخليل والناصرة وحيفا في الداخل أو في أراضي 48 هم أدرى بشعابهم..وكما قال مرة الكاتب إميل حبيبي في القاهرة لصحافي مصري : خليونا عليكم والسلام ..شغلنا هذاك .. لكن أعود الى لصوص الجماعات و كم أتمنى لو يتطوع أحد منا الى تخصيص جزء من وقته في البحث عن اللائحة الكاملة للعصابة منذ 1977 من كل الاحزاب لا فرق بين يميني ويساري وخوانجي سوى بالتقوى والنزاهة.. ستكون هذه الوثيقة اللائحة بالاسماء والصفات خير مراجعة و نقد ذاتي و إعتراف بفشلنا الكسيح والكاسح .. لنفكر في اللائحة ثم نشتغل عليها مع من يفترض فيه حماية المال العام أشخاصا وجمعيات.. اللائحة يمكن أن تبدأ بقطرة قطرة ..ثم تكبر مثل كرة ثلج.. أمامنا الان حالة” الزعيم” الحركي في بني ملال وعندنا أيضا مراكش الغارقة في أوساخ الفاسدين ثم أسفي وفاس و مريرت ..هرهورة ..القنيطرة .. وجدة ..الدارالبيضاء وغيرها وغيرها الفساد يوحدنا .. نحتاج الى سجن كبير مثل غوانتانامو يلبسون فيه البرتقالي الفاقع.. بعد أكثر من أربعين سنة الى أين وصلنا.. لقد نهب من نهب .. كم نهب وكم نجهل كل الحكايات.. من نجا ومن هرب و و من سلت ومن مات وفي رقبته سرقة.. كنا و لا زلنا نحن الضحايا ..ضحايا عصابات البلديات وممثلي الأمة في المجالس والبرلمان.. كم يكفينا من زنزانة.. كم يكفينا من تقرير.. شكون يتوكل على الله ويفتتح لنا لائحة أولى..