هذا ليس بلاغا لوزارة الداخلية في المغرب ...وإلا أين هي المنتزهات. أين هي الحدائق. أين دور السينما التي تحدث عنها البلاغ. أين المسارح. أين نقط الحذف. وأين إلخ. هذه كلها فضاءات وأمكنة ومرافق غير متوفرة في المغرب. وإن كانت متوفرة. فهي نادرة جدا. ولذلك من حقي أن أشك في هذا البلاغ. وفي أنه ليس لنا. ويهم بلادا أخرى. ويهم بلادا غير موجودة. أو مغربا متخيلا. أو مغربا لم يوجد بعد. أو مغربا من الماضي. واسألوا أي طفل. لأن الأطفال أبرياء. اسألوهم: من سبق لهم أن رأى حديقة في حيه. من سبق له أن رأى قاعة سينما. ومسرحا. لا أحد. وربما سافر إلى بلاد بعيدة كي يتنزه. وربما في الأفلام شاهد حديقة. وربما في العطلة ذهب إلى السينما. أو إلى المسرح. وهل يكفي مسرحان أو ثلاثة أو أربعة في كل المغرب. ومن طنجة إلى الكويرة. حتى نضمنه في البلاغ المشترك بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية. فيا للترف. يا لشاعرية عبد الوافي لفتيت. يا لخطورة فضاءات الثقافة. وللزحمة الحاصلة فيها. والمتسببة في نقل العدوى. فنحن لا تعنينا السينما. وغير موجودة بالنسبة إلينا. ولا نعرف المسرح. والحدائق القليلة بعيدة عنا. وكل هذه الأماكن لا ندخل إليها. ولا نخرج منها. ولا نفكر فيها. ونشعر أنها مقحمة في البلاغ المشترك. وحتى في الحياة العادية. وحتى قبل الحجر الصحي. لم يكن لدينا مسرح ولا سينما ولا حديقة. فمن عاداتنا الخروج إلى السوق. وإلى الحمام. وإلى الشجار. وإلى الشارع. وإلى الموسم. وإلى الملاعب التي من تراب. وإلى الزفت. هذه هي عاداتنا الثقافية. ونجلس في الطوار. وفي العتبة. وفي الرصيف. ونتأمل المارة. والسيارات. لكن قلة من تجلس في مقعد في حديقة. وقلة من يتنزهون. وقد يرد وزيرة الداخلية. ويدافع عن بلاغه. وعن المنطقة رقم واحد. والمنطقة رقم. وقد يعدد عدد قاعات السينما والمسارح في المغرب. وقد يعتبر أي بقعة متربة حديقة. وأي شجرة مقطوعة وعطشى منتزها. لكني متأكد أنه ليس بلاغا لوازرة الداخلية. وغالبا أنه منقول. أو مترجم. ولم تتم تبيئته. وأغفل الذين كتبوه حذف السينما والمسرح والحدائق. باعتبارها دخيلة. ومرتبطة بثقافات وحضارات أخرى. وبدول أجنبية. وما يجعلني أجزم بذلك هو شهر أغسطس. وقد يكون هناك منتزه في مدينة مغربية ما. وقد تكون هناك قاعة سينما. وقد يكون هناك مسرح في الرباط. لكن أين هو أغسطس. هذا شهر غير موجود في المغرب. هذا شهر فقط في المجلات المشرقية. وفي لغة المخزن القديمة. بينما لا أثر له في الواقع. ولا يمكن رفع الحجر فيه. ولا تمديد حالة الطوارىء. أما السؤال المحير أما السؤال الذي ظل معلقا ولم يجب عنه البلاغ فيتعلق بمن يحق له الذهاب إلى دار الأوبرا وهل الناس في المنطقة 1 أم إخوانهم في المنطقة 2 أم أنها متاحة للجميع. شرط وضع الكمامة. وتعقيم اليدين. واحترام مسافة الأمان. والحقيقة أننا لم نعد قادرين على التحمل أكثر. ولم يعد بمقدورنا العيش دون أوبرا. ودون باليه. وقد نتخلى عن الحلاق وعن الحمام وعن المقهى بينما يستحيل أن نقضي شهرا آخر دونها يا وزير الداخلية.