هل استطاع المغرب فعلا كبح جماح كورونا، وحماية الشعب من الفيروس بسبب الاجراءات التي نفذها، أو أن ما تحاول الدولة الترويج له مجرد أكذوبة؟، "كود" جمعت معطيات عن دول سجلت أولى إصاباتها في فترات زمنية متقاربة مع المغرب، بينها دول متقدمة ودول من العالم الثالث، وكان الفرق بين احصائيات المغرب واحصائيات هذه الدول، شاسعا جدا. البرازيل الثانية عالميا في عدد الاصابات لعل استهتار رئيس البرازيل بكورونا، وعدم اتخاذه حزمة اجراءات مواجهة الجائحة، تسببت في احتلاله للرتبة الثانية عالميا لعدد المصابين بالفيروس الذي شارف على المليون اصابة. هذا رغم أن البرازيل سجلت أول حالة في 26 فبراير، أي خمسة أيام قبل أن يسجل المغرب أول حالة اصابة بالفيروس، وارتفع عدد المصابين في البرازيل إلى 6834 مصابا، في فاتح ابريل مقابل 654 مصابا في المغرب في نفس التاريخ. ثم قفز الرقم إلى 91299 في فاتح ماي، مقابل 4569حالة فقط في المغرب، في حين وصل لرقم اصابات خيالي ب526 الف مضاب في فاتح يونيو، ولم يتجاوز المغرب في نفس التاريخ 7833، وبلغ اليوم 14يونيو عدد المصابين في البرازيل ل811 الف اصابة، ولم يصل في المغرب بعد لتسعة آلاف اصابة ألمانيا والرتبة العاشرة عالميا قبل تسجيل أول إصابة في المغرب بسبعة أيام، أعلنت المانيا في 24 فبراير عن تسجيل 16 حالة اصابة، ورغم الامكانيات الكبيرة لدى ألمانيا، لكنها انتقلت لمصاف الدول الاكثر اصابة بالفيروس، حيث وصل عدد المصابين في فاتح ابريل ل67366 مصاب، مقابل 654 مصاب في المغرب في نفس التاريخ، وتجاوز الرقم 160 الف مصابا في فاتح ماي في المانيا،بينما لم يتجاوز 4569 حالة في المغرب. وفي فاتح يونيو بدأت نسبة الاصابات الجديدة في المانيا تستقر، ووصل مجموع المصابين ل181 الف مصاب، مقابل 7833 مصاب في المغرب، في حين بلغ اليوم 14 يونيو عدد المصابين في المانيا ل 186 الف حالة، بينما لم يضل بعد تسعة الاف حالة في المغرب. بنغلاديش والرتبة 18 عالميا في الثامن من مارس 2020، أعلنت بنغلاديش عن تسجيل أولى حالات الاصابة بفيروس كورونا، حيث سجلت ثلاث حالات اصابة بالفيروس، وذلك بعد ستة أيام من اعلان المغرب عن تسجيل أول حالة إصابة. ورغم قيام بنغلاديش بعدة اجراءات منها نشر الجيش، ومنع التجوال، ووصلت في فاتح ابريل ل54 إصابة وهي نتيجة جد مرضية انذاك، مقارنة مع المغرب الذي سجل في فاتح ابريل 654 اصابة. لكن ابتداء من شهر ماي سيصاب عداد كورونا في بنغلاديش بالجنون، مسجلا مجموع اصابات بلغ 8238 اصابة، في حين كان المغرب مسجلا تقريبا نصف اصابات بنغلاديش، ولم يتجاوز 4569 اصابة، وفي الفاتح من يونيو فاق عدد المصابين في بنغلاديش 49000 حالة بينما استقر نسبيا في المغرب في حدود 7833 حالة، وفي اليوم الحالي وهو 14 يونيو، وصلت بنغلاديش لعدد حالات تجاوز 87 الف حالة بينما لم يصل المغرب بعد لتسعة الاف حالة. السعودية والرتبة 16 عالميا في نفس اليوم الذي اعلن فيه المغرب تسجيل اول حالة اصابة الموافق ل2 مارس 2020، أعلنت السعودية هي الاخرى تسجيل أول اصابة بكورونا، ورغم اتخاذها حزمة من الاجراءات، إلا أن عدد الاصابت ارتفع بشكل كبير، وسجلت السعودية في فاتح ابريل 1720 حالة، ثم 24097 حالة في فاتح ماي، ليتضاعف بشمل كبير في فاتح يونيو ويصل ل87142، ثم 12754 اليوم وهو 14 يونيو. نيجيريا والرتبة 52 بينما كانت جميع المقارنات السابقة من قارات مختلفة، كان لا بد من مقارنة نتائج المغرب مع دولة افريقية، خصوصا أن العلماء كانوا يستغربون من عدم ارتفاع عدد الحالات في افريقيا، وهو ما لزم مقارنة المغرب مع دولة افريقيا ليتبين ان كان الامر يتعلق فعلا بضعف الاصابات بسبب الاجراءات أو لكون افريقيا فعلا اكثر مناعة من دول القارات الاخرى، وبينما يشاع ان هناك تعتيما في مصر عن حالات الاصابة الحقيقية، وفي ظل عدم اجراء عدة دول افريقية لعدد كافي من الاختبارات اليومية لتتضح صورة الاصابات، تم الاعتماد على الاحصائيات التي تقدمها نيجيريا، سيما أنها اتخذت اجراءات راديكالية في مواجهة كورونا، لكنها لم تعتمد معايير السلامة وتوفير الكمامات والمعقمات بشكل كافي، في حين ان الدول السابقة باستثناء بنغلاديش وفرت الكمامات والمعقمات لكنها لم تشدد في اجراءات الحظر. وسجلت نيجيريا اول حالة اصابة بفيروس كورونا في 27 مارس اي قبل أبعة ايام من اعلان المغرب عن تسجيل اول حالة اصابة، وانتقل عدد المصابين في نيجيريا ل174مصابا في فاتح ابريل، مقابل 654 مصابا في المغرب، ثم 2170 مصابا في فاتح مايو مقابل 4569 مصابا في المغرب في نفس الفترة. وفي فاتح يونيو كانت نيجيريا قد تجاوزت المغرب واصبح عدد الحالات المسجلة فيها 10578 حالة، مقابل 7833، لكن عدد الاصابت سيزداد بنسبة خمسين بالمائة في نيجيريا في 15 يوما الاخيرة بعد اترفتع عدد التحاليل اليومية في هذا البلد، ووصل اليوم إلى 15181 اصابة، بينما لم يصل في المغرب بعد لتسعة الاف حالة. المغرب الرتبة 63 عالميا... هل هو الاستثناء؟ لا يعتبر المغرب استثناء في التعامل مع جائحة كورونا، لكون عدة دول استطاعت التعامل مع كورونا والتفوق عليها، بينها فنلندا التي تقبع في الرتبة 69 عالميا بعدد مصابين بلغ 7104 مصاب، رغم أنها سجلت أول اصابة بالفيروس في 29 يناير اي قبل المغرب بأزيد من شهر، وتتوافر العديد من الامثلة المشابهة لفنلندا، التي استطاعت كسب الرهان في مواجهة كورونا، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان.. لكن هل هذا يعني أن جهود المغرب لم تكن لديها أي قيمة؟. بالعكس كانت جهود المغرب قيمة جدا، ما جعله يدخل لائحة الدول التي تمكنت من مواجهة كورونا بحنكة، وهذه القائمة صغيرة وتحوي عدة دول فقط، بينما لم تستطع كبار الدول مواجهة الوباء الذي قد يطول بقاؤه مع البشرية في ظل الارقام الحالية.
