ينص التعديل الأول على الدستور الامريكي، أنه يمنع صياغة أي قوانين تحظر إنشاء ديانات، أو يعيق حرية ممارسة الدين، أو يحد من حرية التعبير، أو التعدي على حرية الصحافة، أو التدخل في حق التجمع السلمي، هذا التعديل يعتبر واحد من أهم التعديلات في دساتير الأمم، ذلك أنه قطع الطريق في المستقبل عن أي تراجع عن المكاسب التي حققها الشعب الأمريكي لحرية التعبير. هنا في المغرب سوق حرية التعبير وحقوق الانسان، لا علاقة له بالدستور أو بالمنظمات الحقوقية التي يستعمل أغلبها الضحايا لملئ تقاريره السنوية من مكتبه الوثير في الرباط، بل يرتبط بشكل وثيق مع الطرف المتضرر من حرية التعبير وحرية الصحافة، وقد ظهر الأمر جليا في حراك الريف حين علقت الصحافة بين فكي الاسد، فكلما حاول صحفي أن يكون مهنيا ويكتب حول الحراك اتهم بدعمه للحراك وتم تخويفه، وإذا حاول الموازنة ونشر الصور وبلاغات وزارة الداخلية اتهم من الحراكيين بأنه عميل للمخزن، ولن أنسى يوما أني شاهدت زملائي وأصدقائي من طاقم دوزيم وهم يبطش بهم في الشارع خلال الحراك بالحسيمة، دون ان نستطيع تقدم يد المساعدة لهم، كل ذلك لأنهم من قناة اعتبرها الحراكيون مخزنية. وطبعا الجميع يتذكر مسلسل اعدام لوجورنال، ومجلة نيشان، على يد المخزن، وهو ما يعني أن الصحفي في المغرب دائما بين فكي الاسد، فهو دائما بطل، وفي نفس الوقت قد يكون خائن، أو شيطان، أو مرتزق، على حسب الجهة المتضررة، فلكل مقال مستفيد ومتضرر مهما صغر المقال، وهنا يكون منظار النظر للصحفي من هذا الجانب. أعرف بشكل وثيق بعض من وقعوا على البلاغ ضد موقع كود، وكم من مرة حين كان المقال المنشور لصالحهم، يعتبرون كود موقعا مهنيا، لا يخاف لومة لائم، ويعتبرون أنه واحد من آخر اجنحة الممانعة في الاعلام، طبعا هذا تعبير فضفاض، قائلوه محكومون براهنية الخدمة، بل إن بعضهم لم يكن يتوانى لطلب النشر، وهم لن يتوانوا بعد مدة في طلب النشر، ونحن أيضا لن نتوانى في التأخر عن الاستجابة لأننا لا نكيل بمكيالين، بل نعتبر ما نفعله واجبا اتجاه حرية التعبير وحقوق الانسان. قبل أن أنهي مقالي الذي لا أدافع فيه البتة لا عن موقع كود، ولا عن أحمد نجيم، لأنهم أصلا ليسوا في موقف شبهة بالنسبة لي لأدافع عنهم، أود أن أذكر بواقعة وقعت لي قبل أيام، كنت قد كتبت مقالا على مسؤول في إحدى القطاعات، فرد علي زميل له دون أن يشير لاسمي واعتبرني أنا والموقع غير مهنيين، وطالب مجلس الصحافة بالتدخل، تواصلت مع المسؤول حتى أخذ وجهة نظره رغم محاولتي أخذ وجهة نظرهم قبلا لكن دون إجابة، خلال هذه الواقعة تغير اسلوب حديث المسؤول، وبعد يوم ارسل لي بلاغ، نشرته، فكان رده على النشر أن كود نبراس للمهنية. تصبحون على وطن يتسع للجميع