يقوم العديد من المؤثرين الفايسبوكيين أو النشطاء بتداول تدوينات مستقاة من مقالاة ببعض المواقع، نيبة إلى موقع "ال اسبانيول"، يتحدث عن ثغري سبتة ومليلية، ومستقبلهما في ظل الحصار المغربي، حيث قال هؤلاء النشطاء، ودون تمحيص وتدقيق في المعلومات الواردة، إما لجهلهم باللغة الاسبانية، أو لنقلهم التدوينات بدون تأكد، قالوا في تدويناتهم، أن المغرب سيتشارك في السيادة على الثغور المحتلة مع اسبانيا. الخبر يبدو من كلماته الاولى، غير منطقيا، ولا يخضع لمنطق السيادة اصلا، وهو ما يبعث على عدة تساؤلات أهمها من سيكون مدير الأمن، وأي جيش سيكون داخل هذه الثغور، ومن سيعين مندوب الحكومة، وهلم جرا من المشاكل التي لا يمكن أن تسمح بتشارك السيادة. المقال الذي تحدث عنه ناقلوا الفايسبوك، كتبته الصحفية "صونيا مورينا"، وهي صحافية معروفة في اسبانيا بتخصصها في الشأن الاسباني المغربي، وكثيرا ما تكتب تحليلات ومواضيع انطلاقا من إلمامها الكبير بالعلاقات المغربية الاسبانية، كتبت تقريرا وضعت فيه تحليلها للوضع الراهن بعنوان :" محمد السادس يطوق سبتة ومليلية بمشاريع كبرى لفرض السيادة المشتركة : آخرها الترامواي" الصحافية تحدثت عن خنق مليلية وسبتة، على مر عقدين من التخطيط المغربي، وذلك بخلق مشاريع كبرى موازية، مثل ميناء طنجة المتوسطي، وميناء غرب المتوسط بالناظور، ثم المحطة السباحية السعيدية، ووكالة مارتشيكا ميد باقليم الناظور، والتفكير في توسعة مطار العروي بالناظور ليصبح ثاني مطار في المغرب بعد الدارالبيضاء. الصحافية قالت أن رغبة المغرب في السيادة المشتركة هو حلم لم يتحقق للحسن الثاني، والآن يحاول ملك المغرب تحقيقه، وذلك بقتل المدينتين السليبتين اقتصادبا، وهو ما تحقق بالفعل، وآخر هذه المشاريع الكبرى هو خط ترامواي ينطلق من "بلاثا ذي اسبانيا"، وسط مدينة مليلية، ويخترق جماعا بني انصار، والناظور، وسلوان، ليصل إلى مطار العروي الذي يبعد عن مليلية بحوالي الاربعين كيلومترا. ولم تستند الصحافية في تقريرها التحليلي، إلى أي مصدر سواء رسمي أو غير رسمي من الجهتين، بل اكتفت بجرد للقرارات السابقة، والقول بأن كل هذا هو لأن الملك يرغب في سيادة مشتركة. والواقع ان لا المغرب، ولا اسبانيا، يمكنهما القبول بمنطق السيادة المشتركة، وما ينتهجه المغرب من خنق للمدينتين، هو لتحويل سبتة ومليلية، إلى منطقتين تثقلان كاهل الاقتصاد الاسباني، الذي سيكون مضطرا إما إلى تحمل نفقات المدينتين وجيش الموظفين والامنيين بهما، أو التخلي عنهما، وفي كل الأحوال لا ينتظر المغرب أن تتخلى إسبانيا عن الثغرين في المستقبل القريب، لكنهما لن تكونا حاضرتين اسبانيتين بعد ضياع موردهما الرئيسي وهو التهريب الذي انتهى بغير رجعة.