السلوك المتهور الذي كان هناك توجس منه بعد تخفيف قيود (كورونا) بدأت مشاهده تطل علينا في أولى ساعات تعديل الاستراتيجية الوقائية من (كورونا). فعلى ما يبدو أنه في ذهن البعض ارتسمت لديه صورة خاطئة عن الخطوة التي أقدمته عليها الحكومة، والمتمثلة في تقديم موعد حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني وتحديد سريان مفعوله من الحادية عشر ليلا إلى الساعة الرابعة والنصف صباحا، إذ بمجرد دخوله حيز التنفيذ، أخذ وكأنه إعلان ل «انتهاء خطورة» الوباء وفتح صفحة العودة إلى الحياة الطبيعية بلا احتياطات. مناسبة هذه المقدمة، ما شهدته الفضاءات التجارية والخدماتية شوارع أكبر بؤرة وبائية بالمملكة، حيث سادت حالة استهتار شبه عامة، بتخلي أغلب الفئات عم ارتداء الكمامة في تنقلاتها وترددها على الأمكان التي تعرف إقبالا كبيرا. ويثير هذا الاستهتار، الذي انخرطت فيه جماعات، علامات استفهام كثيرة حول التنبيهات والتحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة والخبراء والباحثين في المجال، والتي يظهر أنها لا تجد أذانا صاغية لها، وهو ما يهدد بالعودة إلى نقطة الصفر في مواجهة الفيروس في مرحلة تقتضي تحلي كل المواطنين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم عبر الالتزام جميع التدابير والتوصيات الصادرة، لأن في ذلك خلاص للمدينة وساكنتها من أزمة صعبة كلفت البيضاء الكثير.. سواء من حيث الأرواح بفقدان أقرباء وأصدقاء وشخصيات كانت تضج بالحياة، أو فيما يخص الجانب الاقتصادي الذي تعطلت عجلته لفترة طويلة أدت إلى إصابة الرواج التجاري بركود قاتل، كان البحث عن إنعاشه في أقرب فرصة الدافع وراء الحكومة إلى إقرار التخفيف، الذي يجب أن نحرص جميعا من خلال سلوكنا على جعله محطة نعبر منها بسلام وفي حيز زمني قصير إلى محطات أخرى في طريق العودة إلى الحياة الطبيعة التي اشتقنا إليها كثيرا. وخلصت دراسات عدة إلى أن الكمامة الطبية المعتادة كفيلة بالحد من كميات الفيروسات التي تنتقل عبر قطيرات الجهاز التنفسي. وترجع أهمية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة إلى أن ما يتراوح بين 6 و18 في المئة من المصابين قد لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض رغم أنهم قادرون على نشر العدوى، ناهيك عن أن فترة حضانة الفيروس قد تصل إلى 14 يوما قبل ظهور الأعراض. إذا ارتدى الجميع، ولا سيما عديمي الأعراض، الكمامات، فستقل كمية الفيروسات المنتشرة في الهواء وستقل احتمالات انتقال العدوى.