كعادتها طريقة انفعال المدرب التونسي فوزي البنزرتي، مدرب نادي الوداد البيضاوي، كانت محط ردود فعل كثيرة. لكن هذه المرة لم تتسم بالسخرية، وإنما تباينت المواقف بشأنها بعدما بلغت (طريقة انفعال المدرب) هذه المرة درجة غير لائقة وتتلطب تقديم اعتذار، حسب ما عبر عنه الكثيرين من الذين تفاعلوا مع هذا الحادث عبر تدوينات في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". فشيخ المدربين، وفي مواجهة ناديه ضد اتحاد طنجة على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، والتي انتهت بفوز الضيوف ب4 مقابل 2، لم يتمالك أعصابه أمام خطأ ارتكبه آيت علال، والذي تسبب في إهداء ضربة جزاء للمنافس، معبرا عن ذلك بغضب شديد وصل لدرجة حتى أنه شنق على اللاعب. طبعا، مثل هذا السلوك لم يكن إلا ليقابل بالرفض ويثير حفيظة الجمهور، لكن لم يجر التفاعل معه بتلك الحدة المتوقعة، وذلك لوعيهم بطبيعة علاقة المدرب بلاعبي الوداد. وهو ما يظهره كيفية تقبل آيت علال لهذا الموقف، إذ لم يصدر عنه أية رد فعل، بل على العكس من ذلك ما حدث بينه وبين البنزرتي حافزا له لتقديم مردود أفضل ساهم في تقليص ناديه للفارق في مناسبتين، حسبهم. فمن التمس العذر للإطار التونسي يعون جيدا بأنه مثابة أب لهذه المجموعة، وأن لديه مكانة خاصة لدى تركيبته البشرية، التي تربطه بها علاقة احترام متبادل، لذا، ورغم هذه اللقطة التي كانت مستفزة للعديدين، فإنهم خداوها بشكل عادي وماعطاوهاش أكثر من حجمها، ليقينهم بأن البنزرتي الأكثر حرصا على الدفاع عن لاعبيه وتوفير الأجواء الملائمة لهم للحفاظ على تماسك مجموعته، والتي لا يتوانى إلى دفعه بشتى الأساليب التحفيزية لتقديم أفضل ما لديها وبلوغ ذلك المستوى الذي يجعلها من نجوم البطولة، خصوصا المواهب الصاعدة، كآيت علال. وهو ما يؤشر عليه الوجه المختلف الذي ظهر به أيمن الحسوني هذا الموسم، إذ في عهد المدرب التونسي ولى من أبرز الأسماء في الدوري المغربي للمحترفين، بعد تقديمهم لعروض رائعة قادت فريقه للظفر بلقب البطولة، وجعلته يحجز مقعدا في قائمة مدرب أسود الأطلس وحيد خاليلوزيتش. وهذا ما يقدم دليلا واضحا على أن فلسفته في التدريب وقيادة المجموعة ما قد نحتاج إليه في أحايين كثيرة لإيقاظ لاعبين من سباتهم العميق ودفعهم إلى قمة مستواهم، حتى تستفيد منهم أنديتهم والكرة الوطنية.