قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، في تصريح ل"كَود"، أنه كما كان متوقعا تناول الخطاب الملكي، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، موضوع العلاقة مع الجزائر بلهجة مغايرة للخطاب السابق، خطاب العرش. وأوضح عصيد قائلاً: "الخطاب الملكي وجه فيه أصابع الاتهام للجارة الشرقية بمحاولة إضعاف المغرب، وهو رد واضح على الرئيس الجزائري والقيادة العسكرية اللذين رفضا اقتراح الملك بفتح الحدود مع المغرب معتبرين أنه وراء ما يحدث من مشاكل داخل الجزائر بما فيها حرائق الغابات". كما تضمن الخطاب، يقول عصيد، الإشارة إلى حملات المنابر الإعلامية والمنظمات الحقوقية الأجنبية ضد المغرب بسبب اعتقال الصحفيين ومحاكمتهم بتهم جنائية، ولعل اعتبار ذلك مؤامرات أجنبية تستهدف المغرب في خطاب ملكي يعني أن مشكل الاعتقالات المذكورة الذي تسبب في المس بسمعة المغرب بالخارج هو موقف دولة وليس مجرد سلوك للأجهزة الأمنية، حسب تعبيره. من جانب آخر، ذكر عصيد في ذات التصريح ل"كَود" أنه "من الملفت للانتباه ورود عبارة الماضي الأمازيغي العريق للمغرب في خطاب ملكي لأول مرة وهو فيما يبدو نتيجة واضحة لمسلسل مأسسة الأمازيغية ببلادنا واستمرار لإعادة قراءة تاريخ المغرب الذي انطلق منذ عقدين". وتابع عصيد قائلاً: "لكن بالمقابل استعمال عبارة "المغرب العربي" تطرح مشكلا حقيقيا بالنظر لحذف هذه العبارة من الدستور المغربي سنة 2011، ويبدو أن الملك استعمل العبارة الرسمية في اتفاقية الإتحاد المغاربي وهو يخاطب الجزائر، حيث من المعلوم أن الدول المغاربية الأخرى لم تصحح هذه التسمية وظلت تستعمل العبارة الاختزالية الأصلية".