لا الذئب ينفع. ولا الحمار. ولا التمساح. ولا النمر. ولا القرد. ولا البغل. ولا الكلب. ولا التيس. ولا المعزاة. ولا الثعلب. ولا ابن آوى. ولا الأفعى. ولا الجعل. ولا العقرب. ولا الحرباء. ولا الحشرات. لا شيء أبدا ينفع. ولا الاستعانة بالحيوانات. ولا الاستعانة بالهوام. ومهما اجتهد رشيد الطالبي العلمي. ومهما استعد. ومهما حاول. ومهما قلد بنكيران. ومهما استظهر الحكاية. ومهما برع في توظيفها. ومهما حاول أن يبدو أنه على سجيته. وأنه لا يمثل. فلا شيء يبدو جديا في هذا الصراع السياسي المغربي. لا شيء يبدو حقيقيا اليوم. وكل هذه المحاولات مفتعلة. كل هذه الاستعانة بقصص الحيوانات لا تأثير لها على أحد. ولا حاجة إليها. ولا تثير فضول الصحفي. ولا فضول المواطن. ولا فضول أحد. ومهما حاول كل الفرقاء إعطاء الانطباع بأن هناك سياسة في المغرب. وهناك أحزاب. وهناك خلاف. وهناك مشاريع. وهناك رؤى مختلفة. فلا شيء من كل هذا موجود. ولا يمكن أبدا أن يرد رشيد الطالبي العلمي على بنكيران اليوم. اليوم متأخر. اليوم لم تعد سياسة في المغرب. بعد أن تم تجميدها بنجاح في البلوكاج. وبعد أن انتهت آخر تجربة كان فيها طرفان يتصارعان ويتنافسان. ولن يصنع السياسة من جديد الكلام واستحضار الحمير والذئاب. لن تصنعها الحيوانات والأحجيات. فأي رهان في الوقت الحالي فهو مفقود. وأي كلاش. وأي معركة. وأي هجاء. فهو مفتعل. وفي غير محله. وفي غير وقته. وغير صادق. ولا داعي له. فلا ضرورة إذن لكل هذا التعب. وكل هذا الاجتهاد. ولا ضرورة لهذه اللغة. ومن الأفضل أن لا يتعب رشيد الطالبي العلمي نفسه. ومن الأفضل أن يتمتع بالراحة. وبهذا الوضع. الذي لا معارضة فيه. ولا أحد فيه بمقدوره أن يزعجه. ولينم رشيد الطالبي العلمي. وليهنأ باله. ومن الأفضل لكل الفائزين أن ينعموا بهذا الفراغ السياسي. ومن الأفضل كذلك ألا يرد عبد الإله بنكيران على الطالبي العلمي. من الأفضل أن يكون واقعيا. وأن لا يقع في الفخ. وأن لا ينخدع. و ألا ينساق إلى هذه الحروب المفتعلة. لأنها توهم أن شيئا ما يحدث. وأن هناك صراعا بين الأحزاب. وبين القيادات.وبين التوجهات. بينما لا شيء يقع. وهذا الذي نراه هو إسقاط لخلافات ولصراع كانا في الماضي. هو تذكر. هو نوع من الحنين. هو محاولة من رشيد الطالبي العلمي لأن يرد على بنكيران. ليس الحالي. بل ذلك الذي كان يفحم الجميع ويتفوق على كل خصومه. ومحاولة لاستغلال ضعف حزبه. بينما لا شيء يحدث في الوقت الحالي. ولا الذئب الطاعن في السن أثار اهتمام المغاربة. ولا الحمار. لأن هذا الكلام الذي سمعناه تم إطلاقه في الفراغ. وحتى الذين كانوا جالسين يستمعون إلى رشيد الطالبي لم يهتموا به. ولم يبالوا. ولم يضحكوا. وحتى هؤلاء التجمعيون الذين كانوا حاضرين في مؤتمرهم الجهوي لم يعن لهم الأمر شيئا. ولم يصفقوا. ولم يهتفوا. ولم يرفعوا الشعارات. ولم تبد عليهم أي حماسة. ولا أي مشاركة. لأن أعينهم على شيء آخر. ولأنهم لم يأتوا إلى التجمع الوطني للأحرار من أجل مثل هذا الجدل. وهذا التوظيف لعالم الحيوانات لا يروقهم. ولا يروق أحدا. بينما الطالبي العلمي يمارس السياسة بأثر رجعي. ويعرف أنه يتحرك لوحده وفي الفراغ. وكي لا يشعر بالضجر السياسي. ويعرف أن بنكيران الحالي ليس هو بنكيران. وحزبه ليس هو نفس الحزب. ولذلك يقلده. ولذلك يحاول أن يلعب لعبته. ويجربها. ويتدرب عليها. لأنه يملك الوقت. ولأنه مطمئن بعد أن تخلص من حزب العدالة والتنمية. و لأنه لا يخشى شيئا. ولأن لا شيء سوف يقع. ولأنه لم يعد يتخيل مواجهة مباشرة بينه وبين بنكيران كما حدث ذلك في الماضي. ومهما حدث. ومهما سمعنا. فلا شيء يحدث. وكل ما سمعناه كأنه صدى لأصوات قادمة من الماضي. كأنه استرجاع لما قبل البلوكاج. حين كان لكل كلمة معنى. و للذئب معنى. وللحمار معنى. وكان الجميع يعرف من هو التمساح. ومن هم العفاريت. وحين كان عبد الإله بنكيران يؤلم كل خصومه.ويعذبهم. ولا يقدرون على الرد عليه. أما الآن فلا شيء يقع الآن وما ترونه. وما تسمعونه. فهو مجرد محاولة فاشلة لتقليد ما كان يحدث في فترة من الفترات. مجرد إسقاط. وكل ما يحدث الآن فهو لا يحدث مهما بدا لنا أنه يحدث.