أكد مصطفى الحداوي، اللاعب السابق للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم والمدرب الحالي ل"أسود" الكرة الشاطئية، أن مباراة العناصر الوطنية أمام منتخب ألمانيا في ثمن نهائي كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، لازالت كشوكة في حلق جميع اللاعبين والجماهير، بعد خسارة اللقاء بهدف نظيف، والإقصاء من "المونديال"، رغم الأداء الكبير للمنتخب. وقال الحداوي في برنامج "ماتش مع كورونا" على "هسبورت": "مباراتنا أمام ألمانيا ستبقى عالقة في الأذهان، حيث استطعنا أن نفاجأ الجميع بالأداء الكبير، بما فيهم نجم المنتخب الألماني آنذاك فرانز بكنباور، الذي استصغرنا قبل صافرة البداية، قبل أن يتفاجأ بأدائنا الكبير، ما دفعه للنزول عندنا إلى مستودع الملابس بعد نهاية اللقاء والاعتذار منا، إذ ورغم فوز الماكينات بهدف نظيف، إلا أننا أعطيناهم درسا في كرة القدم". وأضاف "النجم" السابق للمنتخب المغربي أنه كان مميزا في ذلك اللقاء واستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة عن جدارة واستحقاق، مؤكدا أن اللاعب الألماني الكبير وصاحب الهدف الوحيد في المباراة لوتار ماثيوس، طلب منه قميصه بعد صافرة النهاية. كما عبر الحداوي عن فخره باللقب الذي أطلقه عليه الملك الراحل الحسن الثاني خلال مكالمة هاتفية بعد مباراة ألمانيا الشهيرة في "مونديال مكسيكو 86"، قائلا: "الحسن الثاني كان من أفضل المتتبعين لكرة القدم وكان حريصا على متابعة جميع مباريات المنتخب في التظاهرات الكبرى، كما أنه كان يُكلم المدرب وبعض اللاعبين هاتفيا لتحفيزهم قبل اللقاءات الهامة، وبعد الهزيمة أمام الألمان قال لي: "كلكم أسود، ولكن تبارك عليك كنتي سبع اليوم". وتابع المتحدث نفسه: "قبل المباراة التي جمعتنا بمنتخب تركيا في نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، تكلم معنا المرحوم الحسن الثاني هاتفيا، وأعطانا الطريقة التي يجب أن نلعب بها، وكيف يلعب المنتخب التركي، وكان المدرب يعلم أن الملك يفهم جيدا أدق التفاصيل الكروية، وأخبرنا بذلك في أكثر من مناسبة، وتمكنا من الفوز باللقب بعد الانتصار بثلاثية نظيفة في النهائي". وشدد الحداوي على أن التزامه بالتداريب والتفكير بطريقة احترافية، هو السبب الرئيسي الذي جعل منه أول لاعب مغربي يُشارك في "المونديال" في مناسبتين بعدما عاد بطلب من وزير الشباب والرياضة سنة 1993 ليُساعد "الأسود" في التصفيات المؤهلة لمونديال "بلاد العم سام" سنة 1994، ويُنهي مسيرته الكروية الدولية بعد اللقاء الأخير للعناصر الوطنية في دور المجموعات أمام بلجيكا. ووصف الحداوي زميله في الرجاء والمنتخب المغربي الراحل عبد المجيد ظلمي ب"اللاعب الخارق للعادة"، حيث كان يُبهر كل متابعيه وخصومه قبل زملائه في الفريق، مؤكدا في الوقت ذاته، أنه يعتبر الأسطورة المغربية أحمد فراس قدوته في الملاعب، خلال بداياته بفريق الرجاء. وأبرز الحداوي الذي تُوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الفرنسي سنة 1987، أنه لعب ما يُناهز 90 مباراة دولية مع المنتخب سجل خلالها 14 هدفا، كما حرص أن يُساعد مجموعة من اللاعبين المغاربة، أبرزهم نور الدين النيبت، الذي كان وراء انتقاله إلى نانت الفرنسي. وشدد الحداوي خلال حديثه على العروض التي تلقاها من الوداد الرياضي والجيش الملكي، لما كان لاعبا في صفوف الرجاء، إلا أنه فضل أن يبقى وفيا لفريقه "الأم" الرجاء على المستوى المحلي قبل الاحتراف في سويسرا وفرنسا. وبصفته رئيسا لاتحاد اللاعبين المحترفين المغاربة، أوضح الحداوي أنه يُدافع إلى جانب أعضاء المكتب المسير، عن حقوق اللاعبين المحليين لدى جامعة الكرة، مؤكدا أن الجهاز المذكور اقترح تخفيض أجور اللاعبين من الراتب الشهري والمنح السنوية، وهو ما رفضه اتحاد اللاعبين، مضيفا أن الاتحاد اقترح تخفيض نسبة 20 إلى 30 في المائة من الراتب الشهري للاعبين الذين تتجاوز رواتبهم 5000 درهم شهريا، وهو قرار سيبقى اختياري وليس إجباري بالنسبة لجميع اللاعبين، كما أن التخفيض سيشمل الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، والتي عرفت تعليق النشاط الكروي بسبب انتشار وباء "كورونا". ونفى الحداوي الأخبار التي تتحدث عن تقاضيه لمبلغ كبير كمدرب للمنتخب المغربي للكرة الشاطئية، قائلا: "منذ أن توليت تدريب المنتخب لم يكن لدي راتب شهري، إلى غاية السنة الأخيرة حيث بات لي راتبا بقيمة 4 ملايين سنتيم شهريا، علما أنني حققت نتائج كبيرة في ظل غياب دوري محلي، ما جعل المنتخب يحتل المركز ال14 عالميا والثاني إفريقيا".
