رغم تغيير قطبي الشمال، ناديا المغرب التطواني واتحاد طنجة، مدرّبيهما، دفعة واحدة، نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن "رقصات" المدرّبين، في الجولات الثمانية الأولى لهذا الموسم تظل محسوبة مقارنة مع الموسم الكروي الماضي. ومن أجل بلوغ أربعة تغييرات للمدرّبين هذا الموسم، انتظرت الأندية بلوغ الدوري المغربي الجولة الثامنة، فيما كانت ربع الأندية البطولة قد غيّرت مدرّبيها في الأربع جولات الأولى من الموسم الماضي، علما أن ظاهرة غياب الاستقرار التقني طالما فرضت نفسها في مستهل النقاشات حول واقع الكرة المغربية. وغيّر المغرب التطواني مدرّبين إلى حدود الجولة الثامنة من منافسة البطولة، عندما تخلى عن فؤاد الصحابي وعوّضه بالجزائري عبد الحق بنشيخة، قبل أن ينفصل عن هذا الأخير قبل أيام ويتعاقد مع الإطار الوطني، يوسف فرتوت، فيما خرج بادو الزاكي من الباب الصغير لاتحاد طنجة قبل أيام هو الآخر ليعوّضه ادريس المرابط، علما أن أولمبيك خريبكة كان هو الآخر قد أقال الجزائري عز الدين آيت جودي وعوّضه بالفرنسي بيرنارد سيموندي. وجاءت هذه الانفصالات، كلّها، بسبب غياب النتائج الإيجابية عن الأندية المعنية، اللهم حالة فؤاد الصحابي الذي راح ضحية سوء تدبير مشكل داخلي في المغرب التطواني، وهو ما يعيد طرح السؤال حول مدى نجاعة اللجوء إلى تغيير المدرّب كلَّما غابت النتائج، دونما بحث معمّق عن أصل المشكل داخل الفريق. وتصر المكاتب المسيّرة للأندية الوطنية الممارسة في الدوري المغربي الاحترافي، على تحميل إخفاقات فرقها للمدرّبين الذين يشرفون عليها، فتجدها تسارع لإعفائهم من مهامّهم، لاتقاء "شر" انتقادات الجماهير وتحويل غضب هذه الأخيرة، في كل مرّة، صوب الأطقم التقنية، في تغييب تام لمبدأ الاستقرار، و ترجمة لفشلها في تعيين الإطار المناسب منذ البداية وتحديد سياسة تدر على الفريق نتائج إيجابية وتوفير ظروف العمل للمدرّب المشتغل معها. ويبدو أن قانون تنظيم عمل المدرّبين داخل البطولة الوطنية، الذي صادقت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الموسم الماضي، ما زال لم يعط أكله لحث الأندية على الحفاظ على استقرارها التقني بعد عام تقريبا من تطبيق القانون الذي يمنع المدرّب من الإشراف على فريقين من الدرجة ذاتها في موسم واحد.