كَانت الأجواء المحيطة توحي بأن المرحلة استثنائية في تاريخ النادي "الأخضر"، حيث أجمعت أسرة الرجاء البيضاوي وهي تهم بالدخول إلى قاعة الجمع العام غير العادي، مساء أمس الجمعة، في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، أن اللحظة تستدعي لم الشمل وتوحيد الرؤى، إذ كان الإجماع على قيادة امحمد أوزال، الرئيس السابق، لهيئة مؤقتة تدبّر شؤون النادي إلى غاية نهاية الموسم، وذلك بعدما انتهت مرحلة سعيد حسبان بتلاوة رسالة استقالته. الصحافة.. هل تحضر أم لا؟ عشرات الإعلاميين الممثّلين لمنابر وطنية، اصطفوا أمام مدخل فندق جمع عام الرجاء، في الوقت الذي لم يؤشّر المنظّمون على إمكانية حضورهم من عدمها، رغم أهمية اللحظة وضرورة توثيقها بالصوت والصورة. مر أزيد من ساعة وبدأت الأجواء تتوتّر، علما بأن بعض الصحفيين تمكّنوا من الانسلال إلى بهو الفندق، قبل أن يتدخّل حسن السنيني، الكاتب العام السابق للرجاء، من أجل إشعار الجميع أن "القاعة لا تتّسع إلا للمنخرطين.. انتظروا ريثما يأخذ الجميع مقاعده ثم سنسمح لكم بالصعود إلى القاعة". مرّت نصف ساعة ولم يؤشّر حارس الأمن الخاص على الضوء الأخضر، قبل أن يتدخّل أحد المنخرطين بعفوية لدى إدارة الفندق، ليتم بعد ذلك السماح للجميع بولوج القاعة، حيث امتلأت جنباتها بعدسات "الكاميرات" التي ترصد كل صغيرة وكبيرة عن اللحظة. تزكية مسؤولي القطاع الكروي كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف من مساء الجمعة، حيث ارتفعت درجة الترقّب لدى منخرطي نادي الرجاء البيضاوي حول مصير جمعهم العام، الذي قرّروا أن يكون استثنائيا، على الرّم من عدم حضور الرئيس الحالي سعيد حسبان، إلا أنهم سرعان ما اطمأنوا للسير العادي للأمور مع حضور حسن الفيلالي وعبد الرحمان البكاوي، ممثّلين للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية الاحترافية. الطابق الرابع.. محطة نهاية مرحلة حسبان في حين كان الجميع يترقّب انطلاقة أشغال الجمع العام في قاعة في الطابق الأوّل للفندق، كانت حركة دؤوبة في الطابق الرابع، حيث حجز المنظّمون غرفة للتداول في ما بينهم بعيدا عن الأنظار، إذ اجتمع فيها كل الرؤساء السابقين بمعية ممثلي الجامعة والعصبة، في الوقت الذي أحضر رشيد لعبيزي، نائب الرئيس سعيد حسبان، استقالة كتابية للأخير، وهو ما سهّل من مأمورية تدبير المحطة بسلاسة. صرخة "الله أكبر" بعد استقالة حسبان على الرّغم من اتفاق المنخرطين على التحكّم في انفعالاتهم وعدم التدخّل في مجريات الجمع العام، إلا أن لحظة الإعلان عن استقالة سعيد حسبان، شكّلت انفراجا عند البعض، حيث صرخ أحدهم "الله أكبر"، فيما رفع الآخر يديه إلى السماء، ليتدخّل رشيد البوصيري والحكماء من أجل تهدئة الوضع واستمرار الأشغال في ظروف طبيعية. "عايشين عيشة مهبولة".. أهازيج النهاية ما إن انتهت أشغال الجمع العام، حتى عمّت الفرحة جميع الحاضرين، لتهتز القاعة على إيقاع أهازيج أنصار الرجاء، فيما عبّر البعض منهم عن ارتياحهم لنهاية مرحلة عصيبة، مؤكّدين على ضرورة مواصلة العمل لإعادة النادي إلى السكة الصحيحة.