تَكاد تنتهي الفترة الترويجية للملف المغربي المرشّح أمام نظيره الثلاثي من أمريكا، لتنظيم كأس العالم 2026، بما رافقها من كواليس لازالت تتناسل، لكن بغياب سياسة تواصلية توضّح الأمور المتعلقة ب"موروكو 2026"، خاصةً للإعلام المحلي، في وقت ينفرد فيه الإعلام الأجنبي بالمعلومة المغربية التي تبقى حقا للشعب والمواطن، المعني بالتنظيم بشكل مباشر. وفي الوقت الذي كان فيه منتظرا دمج الشعب المغربي، في "حلم" الدولة المغربية، وإطلاعه على كافة التفاصيل التي ترافق هذا التوجه الإستراتيجي، اختارت اللجنة المعنية إغلاق أبواب التواصل مع الصحافة الوطنية والشعب، محوّلة بذلك المشروع إلى سر من أسرار الدولة. وتفضّل اللجنة المغربية مد الأخبار الحصرية والكواليس المتعلقة ب"موروكو 2026"لأصدقائها من صحافيي جرائد العالم، منها حتى الأمريكية (خصم الملف المغربي)، في وقت تقصي فيه المواطن المغربي من الاطلاع على تطور الأحداث الخاصة بالترشح، علما أنه (المواطن) أجدر وأولى للعلم بأي جديد يخص هذا الملف، خاصةً وأنه تم تخصيص ميزانية ضخمة للجان التواصل الداخلية بلجان ترشح المغرب. وفي الوقت الذي تنفرد به الصحف الأمريكية والبريطانية بأخبار تخص تحرّكات الملف المغربي، تفرض لجنة التواصل، بتوصية من رئيس اللجنة المغربية، مولاي حفيظ العلمي، تعتيما تاما على المعلومات المتعلقة بملف "موروكو 2026"، حتى باتت الصحافة الوطنية تلجأ لهذه الصحف الأجنبية لاستقاء أخبار ومستجدات الترشيح المغربي في مفارقة بئيسة. ويواجه الإعلام المحلي مصيره، قبل ثلاثة أسابيع فقط من حسم وجهة كأس العالم 2026، في غياب شبه كلي لمخاطب يكشف عن كواليس كان ممكنا أن تستغلّها اللجنة إعلاميا للضغط وللتعبئة لفائدة الملف المغربي.
