وَقف الحظ مع المنتخب المغربي خلال مباراته أمام جزر القمر، في تصفيات كأس إفريقيا المقبلة، بعد تعادله بهدفين لمثلهما، في ملعب العاصمة "موروني"، بحكم لعبه بطريقة غير موفّقة في ثاني مبارياته في ظرف أسبوع. المنتخب الوطني واصل الظهور بوجه شاحب في الشوط الأول، وأكّد ارتباك المدرب هيرفي رونار للمرة الثانية على التوالي، بعد مباراة الذهاب التي اقتنص فيها المغرب فوزا في آخر دقيقة. ولم يبرز أغلب اللاعبون بالشكل المطلوب منهم، إذ خلقت التغييرات التي أحدثها رونار ما بين المباراة الأولى والثانية الجدل، خاصة وأن أغلب الأسماء تلعب تحت الضغط وفي أجواء مناخية بالكاد تتعرّف عليها، مثل سفيان أمرابط الذي دخل رسميا إلى جانب حمزة منديل، الذي عاش مباراة صعبة بالنسبة إليه، بسبب الأخطاء المرتكبة والفراغ الذي استغل بشكل جيد من مهاجمي جزر القمر، وسجّل به أول الأهداف في بداية المباراة. استمر ارتباك "الأسود" في النصف الأول، خاصة وأن خط وسط الميدان عجز عن إيجاد حلول لدعم خط الهجوم المغربي، ولم يقو على الاحتفاظ والاستحواذ على الكرة، فيما تغلّب لاعبو جزر القمر في النزالات الفردية. شَوط المدربين حاول فيه الناخب الوطني أن يحسن خطته، فغير منظومة لعبه بالاعتماد على إسماعيل الحداد في الجهة اليسرى، في مركزه بشكل محترم، ما خفّف نوعيا الضغط على المهاجمين. تخفيف الضغط على خالد بوطيب ونور الدين أمرابط في الخط الأمامي، أعطى ثماره من خلال ترجمة محاولة الهداف بوطيب إلى هدف أربك الخصم، ليتواصل اللعب بالضغط على حامل الكرة، خاصة من العميد كريم الأحمدي وفيصل فجر الذي عاد إلى مكانه في الوسط، ليتحصل المنتخب على فرصة مضاعفة النتيجة بعد اصطدام الكرة بأمرابط وخطأ فادح للحارس أحمادا. بعد الهدف الثاني، حاول المنتخب الوطني فرض أسلوب لعبه رغم صعوبة ذلك على أرضية ملعب اصطناعي، ونجح في ذلك من خلال العمل على صناعة هجمات منظمة، لكن لم يسعف لاعبيه الحظ في زيادة الغلّة، وتورَّط في هدف التعادل القاتل في الدقيقة 91. وتُطرح تساؤلات عديدة حول التغييرات التي قام بها مدرب المغرب في مباراتي الذهاب والإياب، إذ غير حوالي 60% من التشكيلة في هذه المباراة وهو أمر لم يسهل على لاعبيه الجدد التعامل الجيد مع خطته، وبالتالي فلا بد وأن يضع رونار تصورا جديدا لتشكيلته أمام الكاميرون الشهر المقبل. وبَلغ رصيد المنتخب المغربي النقطة السابعة بعد هذا التعادل، مناصفة مؤقتا في صدارة ترتيب المجموعة الثانية مع المنتخب الكاميروني، في انتظار نتيجة مباراة هذا الأخير أمام نظيره المالاوي، في المقابل بلغ رصيد جزر القمر نقطتين.