نشرت منظمات أرجنتينية ناشطة في مجال حقوق الإنسان 27 وثيقة سرية حول مونديال 1978 الذي أقيم في الأرجنتين أثناء حقبة الدكتاتورية العسكرية (1976-1983)، تكشف مدى الأهمية الإستراتيجية للمونديال بالنسبة للحكم العسكري، ومحاولة استغلال الحدث كوسيلة للتغطية على الجرائم التي ارتكبتها الدولة. وأوردت المنظمات ذاتها أنه "في إطار الإستراتيجية الدعائية لمواجهة الانتقادات الدولية لهذه الجرائم، تظهر الوثائق بعض صور ممارسات الدكتاتورية للحفاظ على صورتها على الساحة الدولية"، حسب ما ذكر موقع (ديسكلاسيفيكادوس) الإلكتروني، الذي نشر الوثائق الأرشيفية المأخوذة من سجلات جهات حكومية في الولاياتالمتحدة تزامنا مع إقامة مونديال 2022 في قطر. وكان ال"ألبيسيليستي" حقق للمرة الأولى لقب كأس العالم في 25 يونيو 1978 بملعب ريفر بليت. وتفصل الوثائق طبيعة الإجراءات التي اتخذها الدكتاتور خورخي فيديلا (1976-1981) بهدف "تفنيد انتقادات حقوق الإنسان" عن طريق دعوة المفوضية الأمريكية لحقوق الإنسان إلى تنظيم زيارة خاصة إلى البلاد، وإطلاق سراح بعض القيادات النقابية، وتخفيف القيود على حرية الصحافة نسبيا. وبالمثل، أشارت الوثائق إلى أن المونديال كان ضمن "أولويات القوات العسكرية والشرطية" بنشر مزيد من العناصر وإنشاء وحدات خاصة ومتابعة شبكات الميليشيات المسلحة، ومضاعفة أعداد المعتقلين وتكرار إطلاق التحذيرات بهدف مواجهة إستراتيجيات المنظمات المسلحة لإعلان حضورها أثناء المونديال. كما ذكرت التقارير أن "عددا من الموظفين سافروا حول العالم للدفاع عن المونديال"، بينما كانت "الانتقادات من الاتحادات الكروية الأوروبية بشأن الاعتقالات والاختفاء القسري" تتزايد. إلا أن المونديال تحول إلى مناسبة لذوي الضحايا والمنظمات وشبكات المنفيين في الخارج كي يواصلوا الضغط على النظام العسكري في ملف انتهاكات حقوق الإنسان، وفقا للوثائق.