باشر المركز الدولي للتميز دورته الأولى بمدينة الداخلة، منفتحا على خبرات دولية كبيرة في مجالات التربية والاقتصاد والابتكار وغيرها، آملا أن يكون خارطة طريق تنفتح من خلالها السياسات العمومية على مختلف التجارب العالمية في العلم والتربية والمعرفة. الدورة الأولى تنطلق اليوم الخميس بحضور رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، إدريس الكراوي، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وغيرهما من الطاقات الدولية التي اختارت جوهرة الجنوب المغربي فضاء للنقاش. يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، قال في كلمة افتتاحية إن "المغرب أطلق مشروعا كبيرا من أجل النهضة بالعلم والتعليم. ولا يندرج هذان القطاعان ضمن أهداف قريبة الأمد، بل هي إستراتيجية طويلة الأمد". وأضاف السكوي أن "النهضة التعليمية جزء من قناعات الدولة"، مستحضرا أن "الفاعل الوزاري أحيانا لا تسعفه المدة الزمنية من أجل تحقيق المطلوب، كما أن البعض يخطئ"، معتبرا أن هذا الأمر وارد وجزء من العمل الإنساني بشكل عام، وزاد: "لا بد من بحث أفكار جديدة تستطيع الرقي بمستوى التعليم". وأورد المسؤول الحكومي ذاته أن "جائحة كورونا غيرت أولويات عديدة لدى دول العام، وهي أيضا فرصة لإعادة النظر في تدبير قطاعات كثيرة، ومنها التعليم"، مشددا على أهمية انفتاح الفاعلين الحكوميين على مختلف الخبرات والاستمرار في البحث عن حلول ناجعة. كما اعتبر السكوري أن "التغيير سيحدث عبر تضافر الجهود، وضمان مسائل التمويل"، مؤكدا أنها مهمة جدا في هذا الباب، وزاد: "لا بد من خطوة أولى تقوم بها الجامعات وكذلك السياسيون، مع رفع منسوب التنسيق بين الجهتين من أجل الوصول إلى الهدف المنشود". وفي السياق ذاته منح المركز الدولي للتميز في نسخته الأولى الميدالية الذهبية للجامعة المفتوحة للداخلة، وذلك استحضارا لما تبذله من مجهودات وتجميع عديد الخبرات من أجل التداول في مواضيع متفرقة تهم القارة الإفريقية. بدوره سجل شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في كلمة مسجلة، أن "التربية والتكوين خيارات أساسية لبناء أي مجتمع"، معتبرا أن "للدولة التزاماتها في هذا الباب، كما أنها مصدقة لضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم واستدراك مشاكل المدرسة العمومية". وأشار بنموسى إلى أن "المغرب لديه خارطة طريق جديدة لإصلاح التعليم، وتعتمد على محاور عديدة قي مقدمتها تحسين الجودة وتشجيع الابتكار والتكوين المستمر"، مناديا بضرورة إتاحة الفرص للجميع عبر تعميم التعليم. من جهتها أوردت روزاليا أرتيغا، الرئيسة السابقة لجمهورية الإكوادور، أن "أمريكا الجنوبية بدورها تعاني من مشاكل التعليم كثيرا، خصوصا المرتبطة منها بالهدر المدرسي"، معتبرة أن هذا الأمر يهدد كثيرا مستقبل الشباب في المنطقة. وأضافت أرتيغا، ضمن مداخلة لها، أن "المشرعين ومسؤولي الحكومات عليهم إدراك أهمية تشجيع الابتكار وعدم إغفال هذا الجانب داخل المؤسسات التعليمية، مع ضرورة إيلاء أهمية قصوى للهويات الوطنية داخل المدارس لضمان عدم ضياعها وسط سياقات العولمة".