تخضع الصفقات العسكرية المغربية للاهتمام "المتزايد" داخل الوسط العسكري الإسباني، إذ يتم "إخضاع كل الأسلحة المغربية الجديدة إلى التحليل والدراسة، على الرغم من غياب أي تهديد على الأراضي الإسبانية". مصدر عسكري من داخل الجيش الإسباني كشف هذا الاهتمام المتزايد لصحيفة "أوكداريو" الإسبانية، التي بينت أن "تزايد نسب تحديث الجيش المغربي يثير الانتباه بشكل لافت لدى الأوساط العسكرية بالجارة الشمالية". ومع صفقة الطائرة المسيرة الانتحارية "spy x" التي تحمل توقيع شركة "بلوبيرد" الإسرائيلية، "تضاعف حجم هذا الاهتمام"، بحسب المصدر عينه، وذلك بسبب "القدرات الكبيرة التي تمتلكها هاته الطائرة الانتحارية، التي تستوجب الدراسة قصد الحذر". تحال الصفقات العسكرية المغربية إلى جهاز المخابرات العسكرية بالجارة الإسبانية قصد تحليل القدرات، التي بدأت في "الصعود مع صفقات متنوعة وفتاكة، خاصة تلك المتعلقة بالمجال الجوي، وهو النطاق الذي تحرص إسبانيا على التفوق فيه". تعد طائرة "سباي إكس" من عائلة طائرات "الكاميكازي" الإسرائيلية الانتحارية، وتمتاز بتحركاتها الدقيقة، والسريعة، فضلا عن التحليق لمدة 90 دقيقة، يتم إطلاقها عبر عربة عسكرية، بنظام تحكم يصل إلى 50 كيلومترا، مع تنفيذ غارات جوية بسرعة 250 كلم في الساعة. عبد الرحمن المكاوي، خبير أمني، يرى أن "هذا الاهتمام العسكري الإسباني بالعتاد الجديد للمملكة، أمر جد عادي، وينطبق لدى كل جيوش العالم الاحترافية، حتى المغرب يعمد لتحليل صفقات الدول المجاورة". وقال الخبير الأمني لهسبريس إن "مراكز التحليل العسكري الإسبانية التابعة لوزارة الدفاع، تمتلك مختصين ما يزالون تحت وطأة فكر فرانكو، وهذا الأمر قد بدأ يخف في الآونة الأخيرة نظرا ليقينهم بأهمية جار مغربي قوي عسكريا". "المغرب بدوره يراقب عن كثب صفقات التسلح الإسبانية، والجزائرية، وكذا الفرنسية"، يتابع المتحدث عينه، موردا أن "إنشاء المركز الملكي للدراسات والأبحاث يأتي في سياق تحليل القدرات الدفاعية للجيش المغربي، وكذا للدول المجاورة، في إطار العملية الاستباقية". وأشار المتحدث عينه إلى أن "العاهل المغربي حرص منذ توليه العرش على تحديث المنظومة العسكرية المغربية، وقد نجح في ذلك فعلا في وقت وجيز، على الرغم من الصعوبات الموجودة". هذا الأمر، بحسب الخبير الأمني، "لا بد أن يثير انتباه الجيران، لأن الأمر جار به العمل في العديد من الدول التي تخضع صفقات تسلح جيرانها إلى التحليل والدراسة قصد استكشاف نسب الخطورة الممكنة". وخلص مكاوي إلى أن "مراكز الدراسات العسكرية بإسبانيا أصبحت منفتحة في الوقت الحالي، وتعتبر المغرب شريكا أمنيا"، مشددا في الوقت عينه على أن "التهديد العسكري لإسبانيا ليس مغربيا بقدر ما هو جزائري، وذلك نظرا لتراجع العلاقات، وتزامن ذلك مع وجود تقارب عسكري غير مسبوق لنظام تبون مع روسيا، الذي من الممكن أن يهدد أوروبا وليس فقط إسبانيا".