سياسي شاب ومتحدث جيّد كان له الفضلُ في تغيير عدد من السياسات العمومية الموجّهة لشباب المغرب، وسيتذكّره معظم الشباب والشابات نظيرَ ما أنجزه لصالحهم في أولى سنوات ولايته، على رأس وزارةٍ طالما كانت على هامش الهندسة الحكومية. بثبات ونشاط قلّ نظيره بين بعض زملائه الجالسين على كراسي المسؤولية الحكومية، يَسير محمد المهدي بنسعيد، حاملًا حقيبة الشباب والثقافة والتواصل، نحو تخليد اسمه كأول مسؤول رسمي مغربي نجح في فتح ملفات "حارقة"، وأفلح في تعميم خدمات "جواز الشباب" بعد خضوعها للتجريب، ضمن مرحلة نموذجية، في مدينتيْ الرباط وسلا. يستهدف تعميم "جواز الشباب" المعمَّم على الصعيد الوطني منذ أواخر يناير 2025، توفير خدمة رقمية للشباب (أقل من 30 عامًا) بامتيازات وتخفيضات مشجّعة في قطاعات السينما، النقل، التكوين، الصحة، وتعلم الأمازيغية، وولوج المآثر التاريخية بالمجان.. ومن المرتقب أن يشمل حوالي 2.6 مليون شاب بحلول 2026 (ضمن هدف إجمالي 8.5 مليون). لا يكلّ الرجل ولا يملّ؛ فهو الذي ضخ دينامية جديدة ليس فقط في اشتغالات قطاعات حيوية يشرف عليها. كما يُحسب له توقيع اتفاق لإحداث مقر "الاتحاد الإفريقي للشباب" في المغرب بتاريخ نونبر 2021، استجابة لقرار الاتحاد بنقل مركزه إلى المملكة، مما يكرّس دورها مركزاً إقليمياً في القضايا الشبابية. مُذ حظى الوزير الشاب بالثقة الملكية مُعيَّنا في السابع من أكتوبر 2021، ظل بنسعيد وفيًا لتلك الثقة بل وعمِلَ جاهدا ليُترجمَها إلى أفعال وسياسات ومبادرات تخدم الشباب والثقافة المغربييْن، فضلا عن مواكبته لمهنيي الثقافة والتراث ومؤسسات الإعلام الجاد والهادف من خلال نقاش مستمر حول قوانين منظِّمة لقطاع الصحافة والنشر. مما قد ينفع في الاستدلال على كفاءته، أنّ الرجل لم يَسقط في "اختبار التعديل الحكومي" الذي أطاح بوزراء في قطاعات وازنة.. بل استمر صامدًا حتى وسط وسط تلاطم "أمواج هوجاء" داخل الأغلبية الحكومية، وكونه أحدَ صمّامي قيادة حزب "الجرار".. دائمُ الحضور في قُمرة قيادة الدبلوماسية الثقافية والشبابية للمملكة؛ فقد تَرأس ندوة وزارية إفريقية للشباب بالرباط في ماي 2023 بمشاركة أكثر من 20 وزيرا من الدول الإفريقية، "دعماً لسياسات شبابية متكاملة وقائمة على التبادل والتجربة المشتركة"، كما مَثّل المغرب في مؤتمر وزراء الشباب لدول التعاون الإسلامي بجدة في شتنبر 2022، موقّعاً على "برنامج تنفيذ تعاون مشترك مع وزارة الرياضة السعودية في مجال الشباب والنشاطات الرياضية". فضلا عن دفاعه المستميت عن مغربيّة الرموز الثقافية والتاريخية، مثل "الكسكس" و"القفطان" و"الزليج"، ضمن معارك طاحنة قادَها بنسعيد من داخل "يونسكو" وفي لقاءات مع نواب البرلمان.. يُسجل له أيضا "تطوير وتأهيل دُور الشباب" لتحويلها إلى فضاءات إبداعية وعصرية تشمل غرف تسجيل موسيقي، استوديوهات الألعاب الإلكترونية، وصالات عروض ثقافية، بالتعاون مع جهات ومؤسسات عمومية وخاصة.. فضلا عن "دورتيْن" من "معرض لصناعة الألعاب الإلكترونية" بطموحات واعدة ترتقي بها من الترفيه إلى دعم الاقتصاد. مستهل فبراير 2024 بالقاهرة تُوج وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد بجائزة "أفضل شخصية حكومية في التواصل الحكومي الاجتماعي" من قطاع الشباب، والتي يمنحها معهد الحكومات الاجتماعية بالقاهرة.. واليومَ يحلّ ضيفاً كريما على "الطالعين" في هسبريس.