حقيقة عندما أرى فريقا كفريق "شباب أطلس خنيفرة" بالكاد صعد إلى القسم الوطني الثاني لكرة القدم ,قادما إليه من قسم الهواة,يصعد إلى الدوري المغربي الإحترافي,أقول إنها ليست معجزة بقدر ماهي مجهودات كبيرة بذلت من القلب وإرادة متمثلة في اللاعبين الذين أرادوا أن يظهروا للجميع أن لاشيء مستحيل في كرة القدم,والربّان هشام الإدريسي الذي عرف كيف يُجهّز سفينته بكل ثقة,بعيدا عن الكلام الفارغ والغوغاء, بمساعدة طاقم متحمّس عملي,رغم تواضع الإمكانيات المادية واللوجيستيكية,إلا أن الفريق عمل بايقاع واحد منذ انطلاق المنافسة إلى آخر نفس وتحقيق حلم الصعود,فلا يسعنا إلا أن نهنئهم على إنجازهم. أما نحن هنا في طنجة ما علينا سوى أن نندب حظنا,وننتظر السنة القادمة كما السنوات الفارطة ونأمل الصعود إلى قسم الأضواء من جديد,لكن إذا رجعنا إلى الوراء شيئا ما نجد أن الفريق أهدر آمال الصعود بنفسه حينما فرّط في نقاط مهمة داخل ميدانه,رغم المطبّات التي لازمت الفريق منذ عقود,إلا أن الفريق هذا الموسم استطاع بفضل جهود وعزيمة اللاعبين ودعم الجمهور الكبير وكذلك المدرب الجديد القديم أن يكونوا قريبين من أي وقت مضى من حلم الصعود وتجاوز نكبة القسم الوطني الثاني التي طالت كثيرا وطالت معها الأحلام وساعات الإنتظار التي لا تنتهي. على المكتب المسيّر أن يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن يقوم بعمله على أكمل وجه,من تدبير جيد وعقلاني للفريق الأول في المدينة,وذلك عبر تحفيز اللاعبين وتأطيرهم,ومحاولة كسب الثقة بين الطرفين,عوض الخروج بتصريحات وتأويلات واتهامات,تجعل العمل لا يرقى إلى أية نتيجة,سوى الرجوع إلى الخلف,وبالتالي العودة لحصد النتائج السلبية والنحس الملازم للفريق. ورجوعا إلى انجازات النادي التي مازلنا نتغنى بها الى حدّ الان ,نجد أن الفريق حقق أفضل إنجاز له في تاريخه سنة 1990 حيث حقق المركز الثاني خلف فريق الوداد البيضاوي الذي فاز بالبطولة وبفارق الأهداف فقط, ثم نجد من بين انجازاته أيضا التأهل لمرتين لنصف نهائي كأس العرش المغربي,أما الان فلا حياة لمن تنادي,الفريق يلعب على تحقيق إنجاز الصعود إلى قسم النخبة فقط, هذا هو الإنجاز عندنا الان. أعتقد أن الطفرة النوعية التي تعيشها المدينة في جميع المجالات,يجب أن يواكبها طفرة رياضية أيضا,فلا يعقل مدينة بحجم طنجة ثاني أكبر قطب اقتصادي في المملكة,ليس لديها ما يمثلها في القسم الوطني الإحترافي. إنه لمن العار أن نعيش في سنة 2014 سياسة الميز ضد هذا النادي,نمتلك كل شيء مركب من الحجم الكبير, جمهور عالمي,هناك إرادة قوية من ساكنة طنجة تريد فريقها في قسم الكبار,ليس هناك أي مبرر لأي أحد أن يعبث بطموح هؤلاء الأطفال والشباب الذين يغنون بإسم الفريق في كل مكان في المدينة, كفى من الحسابات الضيقة بين الأفراد, من أراد أن يخدم الفريق فمرحبا به غير ذلك " يعطينا التيساع" . نتمنى من الله خيرا لهذه المدينة الغالية على قلوبنا جميعا,ونطمح إلى الإرتقاء للأفضل بإذن الله, وتحية رياضية إلى جمهور فارس البوغاز,الذي يبقى دائما وفيا للفريق ويردد " نحن على العهد مستمرّون".