مركز "ويلسون" الأمريكي للأبحاث يشيد بمقاربة المغرب في تدبير المساعدات الدولية و بتضامن المغاربة    مؤشر الحرية الاقتصادية يبوىء المغرب المرتبة الأولى في شمال إفريقيا    درجات الحرارة الدنيا والعليا المرتقبة اليوم السبت    خروج بونو وأزمة النصيري يورطان إشبيلية    مراكش…الشروع في ترميم مسجد "خربوش" المتضرر من زلزال الحوز    بالفيديو.. الصابيري يسجل أول هدف له بالدوري السعودي بطريقة مثيرة    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم السبت    جمعية ملتقى الشباب تستقبل وفدا اسبانيا يمثل منظمة PLATAFORMA EDUCATIVA    حاكم مليلية يشكو الى ملك اسبانيا اغلاق الحدود ومنع ساكنة الناظور من دخول المدينة    "تسونامي المغرب".. عالم الزلازل الهولندي يحسم الجدل نهائيا في احتمالية حدوثه    حفل تقديم اللاعبين و الطاقم التقني الجديد عادل لمرابط لفريق نهضة مرتيل لكرة القدم    رئيس جهة طنجة يشارك في لقاء حول التعاون الاقتصادي بين المغرب والصين    وفاة الرئيس الإيطالي الأسبق "جورجيو نابوليتانو" الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي    د.حسناء الكتاني تسلط الضوء على حادثة وفاة مشجع الجيش الملكي    استطلاع: شعبية إيمانويل ماكرون "تتهاوى"    الملك محمد السادس: الراحلة عائشة الخطابي كانت تتحلى بحب صادق للوطن    فرنسا.. الإصابة ستغيب أبوخلال لعدة أشهر    المهدي بنسعيد يقوم بزيارات ميدانية للمواقع التاريخية والأثرية المتضررة جراء زلزال الحوز (صور)    الناظور : قصيدة شعرية للاستاذ فريس مسعودي حول زلزال الحوز    "الضمان الاجتماعي" يساهم ب500 مليون درهم‬    المغرب يشتري ذات الأسلحة التي كَسَرَتْ ظهر الانفصاليين في أذربيجان!    فتوى الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم    بعد أسبوعين من زلزال الحوز.. زلزال يَهُزُّ دولة جديدة    لعبة الإعلام الفرنسي    الأمم المتحدة.. المغرب يوقع اتفاقية قانون البحار المتعلقة بالتنوع البيولوجي في المياه الدولية    زلزال الحوز.. سد لالا تاكركوست يواصل الاضطلاع بوظائفه بشكل عادي    "يوتيوب" يكشف عن مجموعة جديدة من الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي    الهيئة المغربية لسوق الرساميل تطلق بوابة إلكترونية مخصصة للتمويل التعاوني    توقيف شبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر بتمارة    بلاغ من وزارة التربة الوطنية حول الفيديو الذي كشف الوضعية المزرية لداخلية بن يوسف    بالفيديو.. قرويون بإقليم ورزازات يستبشرون خيرا بتفجر ينابيع مياه جديدة عقب الزلزال    الأغلبية الحكومية ترد على "الأصوات النشاز"!    زيادة مهمة مرتقبة في أسعار المحروقات بالمغربية    قول أهل العلم في الاستحباب بالاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم    المغرب يسجل 205 إصابات جديدة بكورونا    المغرب يفوز على الجزائر في البطولة الإفريقية ال19 لكرة اليد ناشئات    رئيس الوزراء الإسرائيلي: السلام مع الدول العربية سيزيد من احتمالات التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين    طقس غد السبت.. 3 ظواهر مناخية في يوم واحد بمناطق متفرقة من المملكة    الرباط وبكين يعززان تعاونهما في مجال تكوين الكفاءات    السموم الرقمية والنوموفوبيا.. الأعراض والتنظيف    تكريم الفنانة السورية سلاف فواخرجي بمهرجان الغردقة لسينما الشباب    خطبة الجمعة تبرز هَبَّة المغاربة عند المحن    ستة أعمال روائية ونقدية من المغرب ضمن قائمة ال9 لأفضل الأعمال المشاركة في جائزة كتارا للرواية العربية    جماهير الوداد ممنوعة من التنقل إلى بركان    ارتفاع الكمية المفرغة من منتجات الصيد البحري بميناء الحسيمة        ثلاثة أعمال فنية يعتقد أن النازيين سرقوها صودرت من متاحف أميركية    ثالث جائزة بعد نجاحه الملفت في تحت الوصاية : أحمد عبد الحميد يفوز بجائزة الجمهور والنقاد كأفضل ممثل صاعد بمهرجان همسة    جوليان ناغلسمان مدربا جديدا للمنتخب الألماني    طنجة تحتضن الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم    مناقشة التعاون بين الإيسيسكو والمغرب لمواجهة آثار الزلزال على العملية التعليمية    400 دار نشر تشارك في "معرض عمّان الدولي للكتاب"    صدور كتاب "دمشق 1902" لستيبان كوندوروشكين    تقرير يكشف إصابة أزيد من 6 ملايين مغربي بارتفاع ضغط الدم    ماذا يفعل تناول وجبة واحدة فقط في اليوم بجسمك؟    الحسيمة تحتضن لقاء تواصليا حول برنامج دعم الإدماج المستدام    لماذا نصبح أقصر مع مرور السنين؟ وهل يمكن تفادي ذلك؟    سيدة من جنسية المانية تشهر إسلامها بالناظور (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوجيه التربوي: إمكانيات مهدورة
نشر في هسبريس يوم 16 - 11 - 2010

التوجيه التربوي جزء من منظومة التربية والتكوين، لم يحدث أن قاربه أي إصلاح من الإصلاحات التي شهدتها بلادنا مقاربة شمولية؛ ففي كل مرة تطغى النظرة الاختزالية على تفاصيل التشخيص والتخطيط والتنفيذ والتقويم، والسبب في ذلك ربما يرجع إلى إرث وترسبات الممارسة الميدانية التي أريدَ لها أن تنحصر في دوائر ضيقة، مما شكل رأيا عاما لا يساعد على تجاوز الطرح الاعتيادي الذي يختزل التوجيه التربوي في الحملات والملتقيات الإعلامية، حيث يتم إخبار جموع التلاميذ والطلبة بنظام الشعب والتخصصات وبعض آفاقها التكوينية، وهو ما فوت الفرصة على كل الإصلاحات السابقة، للانفتاح على هذا الحقل التربوي المتميز وجعله مدخلا لها، لما يملكه من قدرة متطورة وحيوية تنسجم مع حركية المجتمعات ومتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن طبيعة تكوين أطره التي تتميز بالإلمام بحقول معرفية متعددة ومتكاملة قلما تجتمع عند غيرهم، مما قد يساعد على تجاوز العديد من المآزق التي تتخبط فيها المنظومة التربوية.
إن المرامي الكبرى للتوجيه التربوي تتحدد في تأهيل ومساعدة المتمدرسين نفسيا واجتماعيا وتربويا على اختياراتهم التكوينية والمهنية، قصد الاندماج السلس في سوق الشغل والنجاح فيه، من خلال رسم خطة مرنة لتحقيق ذلك، يؤدي فيها التلميذ الدور الرئيس إعدادا وتنفيذا. بل هناك من ينظر أبعد من ذلك، عندما يعتبر التوجيه التربوي وسيلة للاندماج الاجتماعي وولوج عالم الراشدين بكل مكوناته المجتمعية، عبر تدريب التلاميذ على اكتساب كفايات الحياة، من القدرة على التواصل إلى التعاون ثم الإبداع والمبادرة وحل المشاكل واتخاذ القرار والبحث والتحليل وغيرها، وبذلك فالتوجيه التربوي يحتوي التحصيل المعرفي واكتساب المعلومات ويتجاوزه إلى ما هو أهم وأعم، لأنه يثير انتباه المتعلمين ويشعرهم بدور المعرفة وضرورتها للنجاح في كل ما يرتبط بتفاصيل الحياة.
لقد كانت المدرسة لسنوات عديدة المصدر الأهم للمعرفة، والمؤسسة المكلفة بإعادة إنتاج القيم الاجتماعية ذات الأبعاد المرسومة بعناية كبيرة، كان يومها المدرس هو محور العملية التعليمية، لكن حين تم الانتباه إلى أن المدرسة بدأت تفقد أدوارها بقوة المتغيرات الاجتماعية والتقنية التي تحيط بها، رفعت شعار "التلميذ في قلب منظومة التربية والتكوين" ، إلا أن هذا الموقع الهام لم يكفل للتلاميذ، كل التلاميذ، الحق في النمو النفسي والمعرفي والاجتماعي بطريقة تحترم ذكاءهم الخاص، فالمتعلم لم تعد تعوزه المعرفة ولا مصادرها المتكاثرة، بقدر ما يحتاج إلى تطبيقات بيداغوجية نشيطة في فضاءات مناسبة، لاستثمار آني للتعلمات والمعلومات وتجريب أهميتها وضرورتها وصقلها، حتى تتحول من مدخرات تثقل عقله الفتي إلى سلوكات وملكات وقدرات تطور شخصيته، وتقارب شيئا فشيئا بين خطوطه النفسية والعقلية والحسية وبين دوائر المجتمع الاقتصادية والاجتماعية. إنه عمق التوجيه التربوي الذي لا تتحقق أهدافه إلا بوجود بيداغوجية نشيطة تتجاوز جدران القسم وأسوار المدرسة.
ثم إن هذه البيداغوجية النشيطة تستلزم إجراءات تقويمية متطورة لا تسمح بإخضاع عموم التلاميذ إلى نفس العمليات القياسية، لأن ذلك يكرس واقع التعليم الانتقائي ويصنف نخبة على حساب الباقي، فيتناقض تماما مع مفهوم الذكاءات المتعددة؛ ذلك أن تلميذا مرتبا في الصفوف الدنيا بمقدوره أن يندمج في محيطه السوسيو-اقتصادي بشكل أفضل. فالأصل هو ألا نترك أحدا على هامش الطريق، فلكل قدراته الخاصة ومكانته في النسيج الاجتماعي، وما على التوجيه التربوي مدعوما ببيداغوجية نشيطة وتقويم منفتح إلا أن يأخذ كل فرد بعين الاعتبار ويساعده على الوصول إلى موقعه الخاص.
إن أي منظومة تربوية تفصل التوجيه التربوي عن القياس والتقويم، ولا تدعمه بخلفية بيداغوجية منفتحة ومرنة، تكون قد جففت منابع نجاحه في أداء رسالته، وهدرت إمكانياته المتميزة في تجاوز واقع الأزمة، شأنها في ذلك شأن مدرب كرة السلة الذي يربط يدي لاعبه الماهر ثم يطالبه بتسجيل أكبر عدد من الأهداف في مباراة حاسمة. فالصورة الطبيعية هي أن يقود التوجيه التربوي القاطرة، حتى تؤدي المنظومة التربوية وظيفتها الرائدة في التنمية المجتمعية. ولا ترتطم غاياتها على حائط متطلبات الحياة.
*مستشار في التوجيه التربوي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.