تكريس الإعلام لصورة نمطية عن المرأة.. هذه القضية لم تهتدِ كل الدراسات والإجراءات الحكومية إلى سبيل يحلحلها، على الرغم من أن كل التقارير الحقوقية، والتحذيرات من مساهمة العديد من وسائل الإعلام في إعطاء صورة سلبية عن "سيدات وفتيات المغرب"، تناقض واقع المرأة المغربية التي أصبحت فاعلة في مجتمعها.. وذلك حسب الإعلامية فاطمة الإفريقي التي حلت، مساء اليوم، ضيفة على المركز الوطني للإعلام والتوثيق للشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة. وركزت الإفريقي، خلال مداخلتها، على "تناقض الإعلام مع المشروع المجتمعي في المغرب"، على اعتبار أن المغرب تبنى اختيار تعزيز حقوق المرأة من خلال المصادقة على اتفاقيات مناهضة التمييز ضد المرأة، وإقرار مدونة الأسرة، والتمييز الإيجابي في البرلمان بإقرار ال"كوطا"، لكن المشكل، في نظر الإفريقي دائما، هو أن كل هذه المجهودات الحكومية والمؤسساتية لا تجد صدى في طريقة تقديم الإعلام للمرأة.. فهو "يستمر في تقديم المرأة على أن كل همها هو الطبخ والغسل والإلمام بوصفات التجميل" وفق ذات المتحدّثة. وقارنت الإعلامية المغربية بين صورة المرأة في المملكة، ضمن مواد الإعلام حاليا، وصورتها خلال العقد الماضي لكي تخلص إلى كونها، قبل عشر سنوات، أفضل من نظيرتها الحالية، لذلك أصرت الإفريقي على أن الإعلام اليوم "لا يدافع عن اختيار الدولة في تحسين صورة المرأة"، حيث يزداد تكريسه للصور النمطية عندما تشارك فيه القنوات العمومية حسب وصف ضيفة الموعد. وقدمت الإفريقي مجموعة من الأمثلة عن مساهمة قنوات القطب العمومي في تكريس الميز ضد بنات حوّاء، "من بينها برنامج قدم شابا يشتكي من العيش وسط أسرة زوجته ولا يستطيع ضربها" وكذا برنامج الخيط الأبيض الذي يقدم العديد من النساء المعنفات ويأتي بأزواجهن من أجل تحقيق الصلح.. تقول الإفريقي قبل أن تزيد: "وكأن ضرب المرأة مسألة عادية لا يعاقب عليها القانون"، ثم تضيف: "لا جدوى من الأموال التي تصرفها الدولة من أجل القيام بحملات تحسيسية لوقف العنف ضد المرأة، مادامت هذه الوصلات الإشهارية تتبعها برامج تقدم العنف ضد المرأة على أنه ممارسة عادية تقبلها النساء". وكان لبعض برامج الإذاعات الخاصة نصيب من الانتقادات التي وجهتها فاطمة لطريقة تعامل الإعلام مع قضايا المرأة، حيث اعتبرت أن هذه الفقرات المبثوثة عبر الراديو "تقدم المرأة وكأنها خُلقت من أجل الثرثرة والاتصال بالعشابين، والاستفسار عن خلطات التجميل وطرق التخلص من السحر".، وهذا الوضع أسمته فاطمة الإفريقي ب"الاستبداد التي تمارسه بعض وسائل الإعلام على المرأة"، وزادت أنه "لا يمكن الاختباء وراء مبرر عكس وسائل الإعلام للواقع لأن دورها الأساس هو التنوير وإصلاح الاختلالات التي يعرفها المجتمع".