بالزغاريد والشعارات الحماسية، استقبل حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الائتلاف الحكومي، نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية التي أجريت أمس الجمعة، وأعلنت أرقامها شبه الرسمية صبيحة اليوم السبت، باحتلاله الرتبة الثالثة بعد كل من الأصالة والمعاصرة والاستقلال. وفي المقر المركزي للحزب الحاكم بحي الليمون بالرباط، وقبل ساعات من إقفال مكاتب التصويت، كانت خلية إعلامية شكلها الحزب، تتوصل بالنتائج الأولية، ويتم الإعلان عن جزء منها في شاشة كبرى مثبتة في المدخل المقر المركزي. حصاد المدن الكبرى ومع كل نتائج تعلن تقدم حزب العدالة والتنمية في المدن الكبرى، كان يسود نوع من الفرح والحبور بين أعضاء الحزب، وقيادته التي حضرت للمقر مباشرة بعد إغلاق المكاتب لتتبع ما حصده الحزب في أولى الاستحقاقات الجهوية والجماعية بعد دستور 2011. نتائج فاس، وطنجة، ومراكش، وأكادير، والدارالبيضاء، كانت مهمة بالنسبة للحزب الحاكم، حيث تعالت الصيحات مع كل "اكتساح" للمقاعد يتوصل به أعضاء الخلية الإعلامية المكلفة بتلقي النتائج الأولية. واستطاع الحزب الحاكم أن يسقط أهم خصومه السياسيين في كبرى حواضر المملكة وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذي اندحر في فاس، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى باكوري، بالمحمدية، والأمين العام للاتحاد الدستوري، محمد ساجد، بمدينة الدارالبيضاء. إعلان الفوز قبل الداخلية واستبق سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، النتائج الأولية لوزارة الداخلية التي جاءت بعد منتصف الليل، مؤكدا فوز حزبه بنتائج أغلب المدن الكبرى، وذلك وفقا للنتائج الأولية التي توصلت بها الإدارة المركزية للحزب من خلال مكاتب التصويت على المستوى الوطني. وقال العمراني، في تصريح صحفي، "حسب النتائج الأولية لعدد من الجماعات الحضرية فإن حزب العدالة والتنمية متقدم عن الأحزاب الأخرى بفارق كبير، وحصل على الأغلبية المطلقة في بعضها"، مشيرا إلى "أن هذه النتائج تم تسجيلها بالنسبة لجماعات قروية، ولهذا الأمر دلالات لا تخفى". "هذا الأمر ليس انتصارا لحزب العدالة والتنمية فقط، بل كذلك للمغرب، لأن هذا الاقتراع كان شفافا وحرا وديمقراطيا، ويعزز مسار المغرب"، يقول العمراني في تصريحه، قبل أن يردف قائلا "نفتخر بهذه الثقة، وسنتحالف مع شركائنا لتقديم مكاتب قوية". النملة والصرصار "ها هي ها هي العدالة والتنمية"، "صوت التغيير نادني.. وأنا لبيت العدالة والتنمية هي لي بغيت"، كانت هذه واحدة من جملة شعارات استقبل بها مناضلو الحزب الذين غص بهم مقر الحزب زعيمهم، عبد الإله بنكيران، مباشرة بعد تأكد فوز حزبه بجل المدن الكبرى. وعزا بنكيران، في تصريح صحفي، فوز حزبه بهذه النتائج المتقدمة، مقارنة بالانتخابات السابقة، إلى كون الحزب اشتغل بجد طيلة الفترة التي كان خصومه منشغلين بأمور لا علاقة لها بالعمل السياسي" وفق تعبيره. ووصف بنكيران اشتغال حزبه بأنه يشبه قصة النملة والصرار، بالقول، "النملة كانت تجمع الحبوب، والصرصار كان يغني، فوجدت الأولى رصيدها، ووجد الثاني غناءه"، مشيرا أن "هؤلاء كانوا يغنون ضد بنكيران، والشعب اليوم رد عليهم" على حد وصفه. اقتراع تاريخي نائب الأمين العام لحزب المصباح، سليمان العمراني، قال في تصريحه إن "اقتراع الجمعة تاريخي من حيث سياقه لكونه يأتي بعد الدستور"، مبرزا أن "رهاننا في الحزب أن نثير الانتباه أن هذه الانتخابات حلقة في مسار الإصلاح الذي عرفه المغرب من 2011 إلى الآن". وقال العمراني "المغرب عرف إصلاحات مهمة كان البلد في حاجة إليها، وتحمل الحزب مسؤوليته فيها"، مشددا أن "الحضور الجماهيري للحملة كان استفتاء مباشرا وثقة في التجربة الحكومية، لذلك توج هذا كله بالمشاركة المكثفة رغم بعض التجاوزات التي لا تخلو منها الممارسة الديمقراطية".