دعما لترشيح البرغوثي لجائزة نوبل للسلام قبل 42 سنة، قرر المجلس الوطني الفلسطيني خلال دورته العادية المنعقدة يوم 17 أبريل 1974 ، اختيار هذا اليوم (17 أبريل من كل سنة) يوما " للأسير الفلسطيني"، يوما للوفاء لهؤلاء الأسرى واعترافا بتضحياتهم، يوما لتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم وأسرهم، يوما يجدد فيه الفلسطينيون وعموم أحرار العالم ارتباطهم بالقضية وبالقيم الإنسانية الخالدة الرافضة للظلم واستعمار الشعوب، يوما لنصرة القضية الفلسطينية. إن قضية فلسطين، لم تكن يوما قضية للفلسطينيين وحدهم، وإنما كانت دائما وستبقى قضية كل الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها، قضية كل شعوب الأرض، ويتحمل المنتظم الدولي وحكومات دول العالم مسؤولية ترجمة هذا التعاطف الشعبي والدعم والمساندة، إلى قرارات توقف معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل من كل شيء إلا من حقه في أرضه، المتشبث بكرامته وأصوله وجذوره. وبمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني لهذه السنة، أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني تقريرا مشتركاً يوثقان فيه العديد من معاناة الأسرى وأنواع الانتهاكات والتعسفات الحاطة بكرامة الأسرى الفلسطينيين، والذين اقترب عددهم منذ عام 1967 وحتى أبريل 2016، من المليون أسير فلسطيني، منهم أكثر من 15 ألف فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال. وقد أشار التقرير إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ لهذا العام 7000 أسير، من بينهم 70 أسيرة وأكثر من 400 طفل، و"أن حالات الاعتقال وما يرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال الاعتقال وظروفه ومكان الاحتجاز والتعذيب وأشكال انتزاع الاعترافات، وبأن جميع الذين مروا بتجربة الاحتجاز أو الاعتقال تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة، فيما الغالبية منهم تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب من قبل المحققين والجيش الإسرائيلي، يشمل صنوفا مختلفة، مثل الضرب والاعتداء بشكل وحشي وهمجي على الأسرى أثناء اعتقالهم وقبل نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، بالإضافة إلى إجبارهم على خلع ملابسهم وتركهم لساعات طويلة في البرد القارس وهم مكبلي الأيدي والأرجل وحرمانهم من استعمال المراحيض.. ومن النوم ..إضافة إلى هدم منازل العشرات منهم ومعاقبة أسرهم باعتقال الزوجة والأم في محاولة لإجبار الأسرى على الاعتراف، إضافة إلى العزل في زنازين انفرادية لمدة طويلة"، هذا نهيك عن الإعدامات خارج نطاق القانون، حيث أورد أرقاما قال فيها إن أكثر من 85% من القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الهبة الشعبية منذ أكتوبر 2015 وحتى كتابة التقرير، تم إعدامهم من مسافات قريبة وصلت في الكثير من الحالات إلى الصفر، مشيرا إلى أن غالبية هذه الحالات كان بإمكان الجيش والشرطة اعتقالهم بسهولة، موضحا أن "الإعدامات الممنهجة كانت مركزة بحق الأطفال، وبأن عمليات قتل الأطفال وإطلاق النار عليهم من قبل الجيش والمستوطنين بشكل متكرر، وعدم إعطائهم أي فرصة للحياة بمنع الطواقم الطبية والمسعفين من الوصول إليهم، تؤكد أن هذه الإعدامات ليست عشوائية وتتم خارج القانون والقضاء بشكل علني". إنه غيض من فيض الانتهاكات الجسيمة والتعسفات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي تحتاج لموقف دولي لإيقاف جرائم القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة التي لا تفرق بين رجل وامرأة، شيخ أو طفل..يكفي أن تكون فلسطينيا شريفا تحب تراب فلسطين، لتنال نصيبك من الانتهاكات، اعتقالا وأسرا، تنكيلا وقتلا. ولازالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتقل في سجونها 6 نواب من المجلس التشريعي الفلسطيني، وهم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وخالدة جرار، وحسن يوسف، وحاتم قفيشة، ومحمد أبو طير، بالإضافة إلى 18 صحفي، وإنها لمناسبة لتجديد الدعم المبدئي واللامشروط لهؤلاء الأسرى المناضلين، ومن خلالهم لكل أبناء الشعب الفلسطيني، كما أنها لفرصة لدعم حملة ترشيح المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام لهذه السنة، وهي الحملة التي شارك في إطلاقها قبل أيام مسؤولون ونواب سابقون، منهم رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض ورئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق علي مهنا والمفتي العام عكرمة صبري، إضافة إلى ممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية. وسلام على كل الأسرى في يوم الأسير، سلام على فلسطين، والمجد والخلود لشهداء القضية وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين.. *عضو مجلس المستشارين المغربي