يواصل مجموعة من الشباب المغربي حملتهم الإنسانية والخيرية لمساعدة عدد من الأسر الفقيرة والمحتاجة على مواجهة الأعباء المادية التي يتطلبها شهر رمضان الكريم، من خلال مباشرة النسخة الثانية من حملة "قفة الابتسامة"، التي تستهدف هذه السنة مناطق مهمشة في جنوب البلاد. وفي النسخة الثانية من حملة "قفف رمضان"، يعمل شباب مغاربة، ارتأوا أن يمدوا يد العون وصلة الرحم لمواطنيهم في جنوب المملكة، على إيصال معونات غذائية لفائدة عشرات الأسر الفقيرة التي تعاني ضيق ذات اليد، وتكتوي بنار الفقر، وتعجز عن مواكبة مصاريف رمضان. ويقول عبد الحميد الكيش، أحد أعضاء فريق "قفة الابتسامة"، في تصريحات لهسبريس، إن "الحملة انطلقت بمجرد فكرة صغيرة، قبل أن تتحول إلى مشروع تنموي وخيري يكبر شيئا فشيئا، بفضل مساهمات المواطنين المغاربة الذين تتقوى فيهم عزيمة العطاء والبذل، خاصة في شهر الصيام". وأفاد المتحدث ذاته بأن حملة رمضان هذا العام، الذي من المرتقب أن يحل في 7 يونيو المقبل، تروم استفادة زهاء 500 عائلة من "قفة رمضان"، 100 منها تقطن في ضواحي تارودانت، و400 عائلة في ضواحي فكيك بالجنوب، مبرزا أنها جميعها عائلات لا يتجاوز مدخولها اليومي 10 أو 20 درهما. وبخصوص إقبال المانحين على سداد ثمن القفة الواحدة، والمحدد في 400 درهم، قال الكيش إنه "مع مرور الأيام، وباقتراب الشهر الكريم، ترتفع مساهمات المحسنين والمواطنين في شراء مستلزمات "القفف" الخاصة بشهر رمضان، ويصير العطاء أكبر بمجرد دخول الشهر الفضيل". وأشار الناشط ذاته إلى أن "فريق العمل الذي يشتغل ضمن حملة "قفة الابتسامة" تواصل مع الذين ساهموا في "القفف" العام الماضي، التي استفادت منها قرابة 800 أسرة بمنطقة الأطلس المتوسط"، مضيفا أنه "يتم بث "فيديو" قبل الحملة لحث المحسنين على البذل، وآخر بعد الحملة ليتيقن المانحون أين صرفت أموالهم". وزاد المتحدث ذاته أن "رمضان ليس شهرا للصوم فقط، وللإمساك عن الأكل طيلة النهار، بل هو أيضا مناسبة روحية واجتماعية، وموسم للعمل الاجتماعي والخيري، يتعين فيه على الصائم أن ينظر في حاجة جيرانه وباقي أفراد المجتمع، خاصة في المناطق الهشة والفقيرة من البلاد". وترحب حملة "قفة الابتسامة" بمساهمات المغاربة في حملتها الخاصة برمضان هذا العام، بشراكة مع جمعية "دويرت سبع" للتضامن والتنمية المحلية، التي تنشط في المنطقة لتلبية حاجيات الساكنة، مضيفة، ضمن بيان توصلت به هسبريس، أن جميع المساعدات عينية أو مادية ستدخل الابتسامة على وجوه السكان هناك. وأفاد المصدر بأن "اقتصاد منطقة فكيك وضواحيها يقوم أساسا على الرعي والتجارة والصناعة التقليدية، وتعاني من قلة المواد الطبيعية، بسبب الجفاف الذي أضر بالفلاحة وقطعان الماشية، وغياب سد على نهر أيت عيسى، وغياب آبار لتروية الماشية، ما يجعلها منطقة هشة وفقيرة". وأما مكونات قفة رمضان، حسب المصدر ذاته، والتي تكلف زهاء 400 درهم فقط للقفة الواحدة، فتتشكل أساسا من 5 لترات من الزيت، و5 كيلوغرامات من السكر، و5 كلغ من دقيق القمح، و5 كلغ من الدقيق الأبيض، وعلبة جبن، وعلبة مربى، وعلبة كبيرة للشاي، ومركّز طماطم، وعدس، وغيرها من المواد الخاصة برمضان.