لا زالت درجات الحرارة المرتفعة المسجلة خلال شهر غشت الجاري تنبئ باستمرار الموجة الحرارية التي تجتاح المغرب هذا الفصل، والتي تم اعتبارها أطول موجة منذ عشرين سنة، ليستمر معها المغاربة في ارتِياد الشواطئ واللجوء إلى المناطق الجبلية الباردة والمدن الساحلية والشمالية، محاولين تفادي ضربات الشمس الحارقة أو حالات الاجتفاف الخطيرة. إكرام عفيفي، رئيس قسم المستعجلات والإسعافات، قال إن المستشفيات المغربية استطاعت تحقيق المداومة الكاملة منذ انطلاق فصل الصيف، 24 ساعة على 24 و7 أيام في الأسبوع، وتدارك النقص في الموارد البشرية بسبب العطل السنوية، بالإضافة إلى تعبئة مصالح الإسعاف بالمستشفيات الإقليمية التي وزعت عليها 95 سيارة إسعاف جديدة لمواكبة احتياجات الموجة الحرارية الحالية. وأبرز عفيفي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكتروينة، أن فئة المُسنين والحوامل والأطفال من أكثر الفئات المتضررة خلال فترات الموجات الحرارية، مشيرا إلى أن عمليات تحسيسية لفائدة هذه الفئات وغيرها تنطلق من التلفزة وعبر النشرات الجوية، وصولا إلى النصائح المقدمة من لدن موظفي المراكز الصحية. وأفاد المسؤول الوزاري بعدم تسجيل أي حالة خطيرة لدى مستشفيات المغرب ذات علاقة بالموجة الحرارية، موصيا بضرورة عدم البقاء في الشوارع والتعرض لأشعة الشمس مباشرة في وقت الذروة الممتدة من الحادية عشرة صباحا إلى السادسة مساء، مع تقليص التحركات إلا في الحالات الضرورية، واللجوء إلى الاماكن المظللة وشرب كميات كافية من الماء. ونصح عفيفي العمال الذين يشتغلون تحت أشعة الشمس بضرورة الاستحمام خلال النهار وشرب الماء وتناول أكل صحي ومفيد، فيما فضل أن لا يقوم الأشخاص المسنون بالخروج نهائيا إلى الشارع، خاصة منهم الذين يعانون من أمراض مزمنة، وطلب من الحوامل شرب كميات وافرة من الماء تفاديا للاجتفاف والنزوع إلى الراحة في أماكن باردة، وحثَّ الأطفال على شرب الماء والتخفيف من الملابس. وعن أعراض الاجتفاف التي تلزم التوجه المباشر إلى المستعجلات، أوضح إكرام عفيفي أن الأمر يتعلق بالتشنجات العضلية وشحوب الوجه والحمى، زيادة على نوبات نوم غير اعتيادية وعطش ونقص كيلوغرامين إلى ثلاثة من الوزن خلال يومين أو ثلاثة، فضلا عن اضطراب الوعي واللون الباهت.