فصْلٌ جديد من فصول عدم اتخاذ التدابير اللازمة صيانة للسلامة الصحية للأطفال المستفيدين من المخيّمات التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة في العطلة الصيفية كانَ عدد من المخيّمات بإيموزار كندر مسرحا لها، مساء الخميس من هذا الأسبوع، بعد إقدام المموّن المكلّف بتزويد المخيّمات بالموادّ الغذائية بتوزيع كمّيات من اللحوم الفاسدة عليها. وكشفَ مصدرٌ من داخل أحد المخيّمات بنواحي إيموزار كندار، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ المسؤولين عن المخيّم، الذي يضمُّ 220 طفلا و30 إطارا يسهرون على تأطيرهم، تفاجؤوا بكون كمّيات اللحم (30 كيلوغراما) التي طلبوها من المموّن كانَ لونها يميل إلى الأزرق الغامق، واكتسى الشحم لونا أصفر. وأوضح المصدر أنَّ اللحوم التي وصلتْ إلى المخيّم تمّ تخليصها من الطابع البيطريّ، الذي يختم به الأطباء البيطريون اللحوم في المجازر؛ لكوْن الطابع، حسب ما يظهر من الأجزاء المتبقية منه، كانَ ذا لون أزرق، وهو اللون الذي يعني أدنى درجات الجودة، موضحا أنّ اللحومَ المتوصّل بها "يظهر من شكلها أنّها قضّت مدة في المجمّد (الفريكو) ولم تكن صالحة بتاتا للأكل". وتوصّلت الجريدة بمراسلة كتابيّة تؤكّد ذلك، وجّهتها جمعية "رواد التربية والتخييم" بمخيم إيموزار كندر، إلى رئيس المخيم، حول إرجاع اللحوم الحمراء الفاسدة، وجاء فيها "أنّ الجمعية توصّلت ب30 كيلوغراما من اللحوم الحمراء، وبعد معاينتها من طرف المقتصد الفرعي ومسؤول الصحة داخل المخيم، والممرض، والطباخة ومدير المخيم، تبيّن أنّ اللحوم لا تصلح بتاتا للاستهلاك". ورفَض مؤطّرو المخيّم، حسب المصدر ذاته، استعمال اللحوم التي توصّلوا بها في إعداد وجبات للأطفال، بعدمَا عُرضتْ على المسؤول عن الصحة بالمخيّم الذي يشتغل لفائدة الجمعية المشرفة عليه، والذي أكّد أنّ اللحوم لا تصلح للاستهلاك. وإثر ذلك، حضر إلى المخيّم مساء أوّل أمس الخميس المقتصد المركزي والمموّن؛ غير أنَّ حضور المسؤولين المعنيين، وفق ما أفاد به المصدر الذي تحدث لهسبريس، لم يُسفر عن أيّ نتيجة، إذ اكتفوا بحمْل اللحوم الفاسدة "دون أن يناقشوا معنا نهائيا مدى سلامتها؛ لأنهم متيقنون من أنها فاسدة"، يقول المتحدث، وتمّ تعويضها بكمّيات من السمك، تكلّف المموّن نفسه بإحضارها، ولا يُعرف ما إنْ كان مسؤولو المخيّمات الأخرى قد أرجعوا اللحوم الفاسدة أمْ تمّ استهلاكها. المقتصد المركزي المسؤول عن مخيّمات الأطفال التابعة لوزارة الشباب والرياضة بإيموزار كندر لمْ ينفِ صحّة خبر توزيع لحوم فاسدة على المخيمات، واكتفى بالقول، في اتصال مع لهسبريس، إن "المشكل الذي وقع يمكن أن يقع في أيّ مكان آخر. دبا الأمور غادا مزيان، وتوزيع اللحوم يتمّ بشكل عادي". وأضاف المقتصد، الذي يتولى مسؤولية التنسيق بين المموّن وبين مسؤولي مخيّمات الأطفال فيما يتعلّق بطلبيات التغذية، أنّ الموادَّ الغذائية الموزّعة على المخيمات التابعة لوزارة الشباب والرياضة تخضع للمراقبة قبل الاستهلاك من لدن طبيب مختص، ويتمّ التأكد من مدّة صلاحيتها ومدى سلامتها، مضيفا "اللي صالح صالحْ، واللي ما صالحش تيْرجع". غير أنّ المصدر الذي تحدّث إلى هسبريس قدّمَ معطيات مغايرة، إذ قال إنَّ الموادّ الغذائية التي تتوصّل بها مخيمات الأطفال تخضع لمراقبة صارمة، مُوضحا أنَّ الوزارة تنتدب ممرّضا وحيدا يقدّم بعض المعلومات العامّة فقط، "وقدْ حضر إلى مخيّمنا مرّة واحدة قبل ستّة أيام، ومنذ ذلك الحين لمْ نرَه مجدّدا". وكشف المتحدّث أنَّ عمليّة توزيع الموادّ الغذائية، خاصة اللحوم الحمراء، على مخيّمات الأطفال بإيموزار كندر، تتمّ في ظروف لا تستجيب لمعايير السلامة الصحية، مشيرا في هذا السياق إلى أنَّ اللحوم الحمراء تُوضع في أكياس بلاستيكية سوداء، وتُوزّع عن طريق سيارات "داسيا" عادية، وتكون عُرضة للغبار وللحرارة. المتحدّث ذاته أفاد بأنّ توزيع الموادّ الغذائية، بشكل عام، على مخيّمات الأطفال بالمنطقة، تشوبه عدّة "خروقات"، قائلا: "هناك غشّ واحتيال؛ الصندوق ديال الخضرة كايديرو الفوق خضرة مزيانة، ولْتحت الدّيشي، وْحْنا كنديبّانيو بلّي كاين، لأنّ إرجاع الطلبية يُحتّم الانتظار 48 ساعة قبل التوصّل بطلبية جديدة".