بدأت في الآونة الأخيرة عدد من المطاعم تعتمد على الإنترنت بشكل متزايد من أجل تلقي الطلبات من زبائنها، سواء عبر تطبيقات خاصة أو عبر صفحاتها على "فيسبوك"، وحتى عن طريق "واتساب"؛ وهي الطريقة التي يجدها خبراء مازالت في بدايتها، رغم الإقبال المتزايد عليها. وفي هذا الإطار يقول كمال بوسكري، مدير مطعم "Food On Demand"، إن 95 في المائة من الزبائن يفضلون تقديم طلباتهم عبر الإنترنيت، رغم توفر إمكانية الطلب عبر الهاتف، مضيفا في تصريح لهسبريس: "حتى من يقومون بتقديم طلباتهم عبر الهاتف حالما نشجعهم مرة واحدة فقط على اختيار الطلب عبر الإنترنت يواظبون على ذلك، ولا يعاودون الاتصال هاتفيا أبدا". ويؤكد مدير مطعم "Food On Demand" أن للطلب عبر الإنترنيت مميزات عدة قائلا: "هو عملي أكثر ولا يترك إمكانية للخطأ أبدا، فالطلب يكون واضحا ولا يمكن تغييره إطلاقا"، مضيفا: "ناهيك عن توفير وقت الانتظار الذي يكون على الهاتف، إذ يمكن أن يكون الخط مشغولا خلال إقدام الزبون على إجراء المكالمة". وأبرز بوسكري أن بعض التطبيقات تتيح إمكانية متابعة الطلب ومكانه عوض الاتصال من أجل الاستفسار عن سبب التأخر أو ما إذا كان الطلب سيصل قريبا. وأعطى المتحدث مثال موقع "هيلوو فوود" أو "جوميا فوود"، اللذين يمكنان من تقديم طلب لعدة مطاعم وليس مطعما محددا، قائلا: "الناس يعلمون أنهم يمكن أن يتواصلوا مع المطعم بشكل مباشر عبر الهاتف إلا أنهم يختارون وسيطا يسمح لهم بالطلب عبر الإنترنيت". وتوقع مدير مطعم "سوشي بوكس" أن يرتفع الإقبال على الطلب عبر الإنترنيت بشكل متزايد في القادم من الأيام، لأن "الجميع أصبحوا يتوفرون على هاتف ذكي، كما أن الاتصال بالإنترنيت صار متاحا أكثر"، وفق تعبيره. من جانبه اعتبر يوسف سعود، الصحافي المتخصص في التكنولوجيا، أن هناك "غيابا لثقافة التطبيقات الخدماتية، وضعفا في استهلاك الخدمات الذكية"، وهي العوامل التي قد لا تساعد على انتشار هذا النوع من التطبيقات، متوقعا أنها "ستبقى محصورة في عينة صغيرة جدا، لها سلوك غير مستقر في استخدام هذا النوع من التطبيقات"، وفق تعبيره. وقال سعود، في تصريح لهسبريس، إن "ثقافة التطبيقات مازالت في بدايتها في البلاد"، مستندا في ذلك على إحصائيات للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، كانت قد أظهرت أن ثقافة التطبيقات في المغرب محصورة في تطبيقات الشبكات الاجتماعية والألعاب، إذ تحدثت عن أن نسبة 70 في المائة من التطبيقات التي يستخدمها المغاربة هي للشبكات الاجتماعية، تليها الألعاب بحوالي 14 في المائة، ثم التطبيقات المرتبطة بالصحة التي لا تتعدى 6 في المائة؛ بل حتى التطبيقات التي توفر خدمات متنوعة غير منتشرة بشكل كبير، ولا تتعدى في أحسن الأحوال 2 في المائة. وأوضح المتحدث ذاته أنه من خلال التدقيق في بيانات "غوغل بلاي" يمكن الملاحظة أن أول 50 تطبيقا الأكثر تحميلا في المغرب تنتمي إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي، والألعاب، وهو ما يؤكد الأرقام التي توصل إليها البحث الوطني الذي أجرته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات. في المقابل نبه سعود إلى أن أغلب الدراسات على الصعيد الدولي تؤكد أن اعتماد تقنية الجيل الرابع ساهمت في خلق خدمات ذكية للملايين، قائلا: "تمكن الكثيرون من الولوج إلى خدمات النقل الذكي والتعليم الذكي…هذه التقنية ستساعد المطورين على توفير محتوى جد متطور، يلبي متطلبات السوق المحلية"، ومبرزا أنه بالنسبة للمملكة "مازالت الطريق طويلة؛ لأن شبكات الجيل الرابع لازالت في بدايتها، وتحتاج استثمارا أكبر، وولوج المغاربة إلى تكنولوجيا المعلومات متواضع".