لماذا يهان الشعب المغربي؟ وكيف يهان الشعب المغربي؟ ومن يهين الشعب المغربي؟ أسئلة ثلاثة أطرحها على رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، انطلاقا مما ورد على لسانه من أن الملك يفرج كرب الأفارقة بينما الشعب المغربي يهان. وهي الكلمة التي جاءت في سياق خطاب له خلال الجمع العام العادي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يوم السبت 18 فبراير 2017 في مدينة سلا.، إذ قال: " لا يمكن أن يذهب الملك لتفريج كربات بعض الشعوب الإفريقية، ونهين الشعب المغربي". وبعيدا عما في المقارنة من التباس وتحميل، بين ملك يسعى إلى توطيد قدم المغرب سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، في التربة الإفريقية التي هو جزء أساس فيها، وركن رئيس من أركانها، وهي مقارنة ينتفي منها الكلام الموزون والمسئول، والحنكة الديبلوماسية، فإنه يريد إيهام الرأي العام بأن الإهانة والاستياء أصبح يعم كل فئات وطبقات وشرائح وأطياف الشعب المغربي. وكأن الشعب المغربي قاطبة ، صوَّتَ يوم 7 أكتوبر 2016 لفائدة حزب العدالة والتنمية، وبوَّأه الصدارة السياسية، بينما المعطيات والأرقام تقول إن الذين صوتوا عليه لا يتعدى عددهم مليون وستمئة ألف ناخب مغربي، وأن الذين صوتوا على باقي الأحزاب ( الأحرار حزب الاستقلال الحركة الشعبية الاتحاد الاشتراكي الاتحاد الدستوري التقدم والاشتراكية فيدرالية اليسار ..).، يفوق خمسة ملايين ناخب مغربي. وإذاً، لماذا يحاول الأستاذ بنكيران كل أوان، تمويه الحقيقة، وتغليط الرأي العام برمي الكلام كيفما اتفق بهدف التشويش والتبكيت، وخلط الأوراق، وتقديم النفس كضحية، والحزب كمظلوم ومعتدى عليه، من أجل استجلاب العطف والشفقة، واستدرار الدفاع والاستنكار. علينا معرفة حدود دورنا وحجمنا في وطن تعداده أكثر من 36 مليون مواطن ومواطنة، وإدراك مدى التقصير في تدبيرنا للشأن العام سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا خلال السنوات الخمس المنتهية ( 2011 2016 )، والتي كان على رأسها الحزب الشاكي الباكي الناجح الرابح والكادح .؟ فمن أهان الشعب ؟ وكيف أهانه ؟ ولماذا يهينه ؟.