عكس الصورة الوردية الظاهرة التي تجمع العلاقات المغربية الأمريكية، أكد الدكتور مراد بنعيش، متخصص في العلاقات الدولية محلل سياسي مقيم بالديار الأمريكية، أن هذه العلاقات "رغم عراقتها يشوبها مد وجزر مثير للجدل"، وقال: "واقع الحال يطرح أمام المتتبع العديد من التساؤلات لمحاولة فهم خباياه وتأثيره على مصالح المغرب، سواء الإقليمية أو الجهوية أو الدولية". وأبرز المتحدث ذاته، في مداخلته خلال حلوله ضيفا على مركز هسبريس للدراسات والإعلام، مساء اليوم الاثنين، أنه "رغم هذا التوتر سيظل المغرب حليفا استراتيجيا لواشنطن منذ مساعدة السلطان محمد بن عبد الله لجورج واشطن"، موردا أن "التمثيلية الأمريكية في المغرب أقدم دبلوماسية متواجدة في المملكة". وفي تعليقه عن التقارير الأمريكية السوداء الصادرة عن وزارة الخارجية التي تشير إلى وجود "المعاملة السيئة أثناء الاعتقال في بعض الأحيان، وعدم استقلالية القضاء، وحرمان بعض المتهمين من الحق في محاكمة عادلة"، قال بنعيش: "الولاياتالمتحدة ليس لها صديق، بل لها مصالح مع العالم، وبناء على هذه التقارير تتبنى واشنطن سياستها تجاه حلفائها وخصومها". وأبرز المحلل السياسي ذاته أن المغرب يتلقى معونات مالية من الولاياتالمتحدةالأمريكية من طرف مجلس الشيوخ، "تستوجب احترام الدول المستفيدة من هذه المعونات لحقوق الانسان والحريات الفردية". من جهة ثانية، انتقد المتخصص في العلاقات الدولية المقيم بالديار الأمريكية بعض وسائل الإعلام التي وصفها ب"الأقلام المأجورة" خلال مواجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلّق على ذلك بالقول: "لسنا في موقع يسمح لنا بأن نصنع من حليفنا الاستراتيجي عدوا"، مشيرا إلى مساندة الرئيس السابق باراك أوباما للمغرب في قضية إقحام ملف حقوق الإنسان ضمن هيئة المينورسو، الشيء الذي اعتبره اعترافا ضمنيا بمغربية الصحراء.