تواصلت، مساء الأحد، الوقفات السلمية المنددة بوفاة الطفلة إيديا فخر الدين بأحد مستشفيات فاس، إثر إهمالها طبيا، وبالوضع التنموي "المزري" بإقليم تنغير وجهة درعة تافيلالت عامة، والمشددة على ضرورة وضع إستراتيجية تنموية خاصة بالجنوب الشرقي (أسامر)، الذي يزخر بثروات معدنية مهمة. وكانت وقفة مساء الأحد، التي دعا إليها "الحراك الشعبي أسامر"، والتي ضمت العشرات من المتظاهرين، من مختلف أقاليم الجهة، فرصة لمناقشة قضية الطفلة إيديا، والوضع الصحي والتنموي بالجهة، وطرح عدة تساؤلات حول مستقبل الجهة في المشاريع المهيكلة ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي، مشددين على ضرورة مواصلة الاحتجاجات السلمية في مختلف الأقاليم بدرعة تافيلالت، لرد الاعتبار لها وتحقيق مطالبها المرفوعة. ورفع المحتجون بالمناسبة شعارات تنديدية تحمل الدولة المسؤولية عن الوضع الكارثي والمزري الذي تعرفه جميع القطاعات بدون استثناء، مشددين على الاستمرار في الاحتجاجات السلمية، ومطالبين ب"رفع التهميش والإقصاء و"الحكرة" عن المنطقة، والاستجابة للمطالب المرفوعة من طر ساكنة اسامر لانتشالها من قوقعة النسيان". وبالموازاة مع الوقفة الاحتجاجية السابق ذكرها، اتجهت الجماهير الحاضرة صوب المكان الذي سقطت فيه الضحية إيديا. موحى اوحا، ناشط جمعوي بتنغير، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "يجب على الدولة الاهتمام بمنطقة "اسامر" وإعطاؤها ما تستحقه من القيمة والكرامة"، مشيرا إلى أن "إيديا ليست هي الأولى التي توفيت بسبب الإهمال والمعاناة، ولن تكون هي الأخيرة، بل هي سيرورة الحياة لدى أطفال الجنوب الشرقي"، مضيفا: "كمواطن غير راض عن الوضعية الحالية لقطاع الصحة والقطاعات الأخرى شاركت في الوقفة والمسيرة لتلبية نداء الذي أطلقه حراك "اسامر" من أجل قول كلمة كفانا من "الحكرة" والتفقير والتهجير والحصار الاقتصادي المفروض على المنطقة". وزاد المتحدث ذاته: "الجنوب الشرقي لا يستحق هذه الطريقة المهنية التي تتعامل معه الدولة بها"، مضيفا أن "إهانة الدولة تتجلى في إرسال موظفين سامين وأطر إدارية مغضوب عليهم من الإدارات المركزية والجهوية إلى مناطق اسامر من أجل معاقبتهم وتأديبهم، كان الجنوب الشرقي مجرد سجن كبير أو مجال للعقاب"، حسب تعبيره. وذكر موحى أوحا أن "المنطقة في حاجة إلى رعاية خاصة وعاجلة في المجال الصحي والبنية التحتية والإنسان والبنية الإدارية"، منبها المواطنين إلى أن الدولة "تريد خلق صدام بينهم وبين الأطر الطبية المحلية التي تشتغل في حدود الإمكانيات المتوفرة لديها"، ومشيرا إلى أن "المشكل مع وزارة الصحة المركزية، والطريقة التي تتم تدبير بها السياسة الصحة بالمنطقة، كما هو الشأن في جميع القطاعات الأخرى"، ومختتما تصريحه بتوجيه رسالة إلى "المناضلين" مفادها: "حراك اسامر ليس حراكا للحركة الثقافية الأمازيغية، ولا لأي إطار سياسي كيف ما كان لونه، بل هو حراك مجتمعي يضم جميع مكونات المجتمع". وعلاقة بالموضوع أكدت عدة تنظيمات مدنية وحقوقية بأقاليم جهة درعة تافيلالت مساندتهما لحراك اسامر، الرامي إلى انتشال المنطقة من الوضعية الحالية التي تتواجد بها، معلنة دعمها جميع الأشكال الاحتجاجية والنضالية لتحقيق المطالب المرفوعة والمشروعة لفائدة الجنوب الشرقي، الذي يزخر بثروات معدنية مهمة وكبيرة، ويفتقر إلى أبسط ضروريات العيش الكريم، ومطالبة الدولة بتحمل مسؤوليتها في السياسة الإقصائية والتهميشية التي فرضتها على "اسامر" منذ عقود من الزمن، "وبتعبير أصح منذ عهد الحماية الفرنسية بالمنطقة"، وفق تعبير فاعل جمعوي غير راغب في كشف هويته. وتتواصل بعدة مدن مغربية وقفات تضامنية مع أسرة الطفلة "شهيدة الحكرة والإهمال" إيديا، التي تفجرت قضيتها إثر وفاتها بأحد مستشفيات فاس، واتهمت العديد من الهيئات والفعاليات وزارة الصحة بإهمالها؛ في حين دعت لجنة "حراك اسامر" الفعاليات المدنية والحقوقية إلى رص الصفوف والاتحاد من أجل تحقيق المطالب، ورفض التفرقة التي تحاول جهات معروفة خلقها بين مكونات المجتمع.