تعرض مسيحيو مصر، لخمسة استهدافات خلفت 111 قتيلا و198 مصابا، إثر تفجيرات وهجمات مسلحة، خلال 6 أشهر، وفق رصد مراسل وكالة الأناضول للأنباء وتقديرات رسمية. ووفق الرصد ذاته، عزز تفجيران من الاستهدافات الخمسة استهدفا كنيستين شمالي مصر في ماي الماضي في إعلان حالة الطوارئ بالبلاد لمدة 3 أشهر. كما أدى مقتل 7 مسيحيين في محافظة شمال سيناء (شمال شرق)، نهاية يناير وحتى الأسبوع الأخير من فبراير الماضيين، على يد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، لعملية نزوح لافتة لأكثر من 100 عائلة مسيحية لمحافظات أخرى، بشكل لافت لم يحدث منذ ثورة يناير 2011. وتنظيم "داعش" كان وراء تلك الاستهدافات الخمسة باسثناء الأخير الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه، حتى الساعة 15:20 ت.غ. وكان "داعش" قد هدد باستهداف مسيحيي مصر الفترة الماضية في مايو الجاري وفبراير الماضي. ووفق رصد الأناضول، أسفرت الاستهدافات الخمسة عن مقتل 111 مسيحيا وإصابة 198 آخرين كالتالي: 26 ماي 2017 قُتل 28 شخصا وأصيب 24 آخرون بينهم حالات حرجة، االجمعة، إثر هجوم مسلحين يستقلون 3 سيارات دفع رباعي بأسلحة نارية على حافلة تقل مسحيين، أثناء سيرها بطريق صحراوي متوجهة لدير الأنبا صموئيل (مقر عبادة) غرب مدينة العدوة، بمحافظة المنيا (وسط مصر)، وفق مصادر رسمية. وكان "داعش" قد حذر في أوائل الشهر الجاري وفق ما نقلته صحيفة النبأ التي تتبع التنظيم، من التواجد في تجمعات المسيحيين وكذلك المصالح الحكومية أو في منشآت الجيش والشرطة. 9 أبريل 2017 تفجيران ضحمان شهدهما هذا اليوم، الأول وقع داخل كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا (شمال) ما أسفر عن وقوع 29 قتيلا بخلاف منفذ العملية و76 مصابا. والثاني طال محيط الكنيسة المرقسية (المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية المصرية) بمدينة الإسكندرية (شمال)؛ ما أسفر عن وقوع 17 قتيلا، و48 مصاباً، وفق تقديرات رسمية مماثلة. وجاء التفجيران بالتزامن مع احتفالات مسيحيي مصر باحتفالات دينية، وأسفرا عن إعلان حالة الطوارئ بكل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر يناير- فبراير 2017 شهدت محافظة شمال سيناء (شمال شرق) لاسيما مدينة العريش في الفترة الممتدة من 30 يناير إلى 23 فبراير الماضيين، مقتل 7 مسيحيين في 6 هجمات متتالية على يد مسلحي "داعش"، بالتزامن مع بث تسجيل مصور منسوب للتنظيم ذاته تضمن تهديداً باستهداف المسيحيين بالبلاد في 19 فبراير. تلك الهجمات أدت إلى نزوح أسر مسيحية من شمال سيناء، قدرت بأكثر من 100 أسرة لعدة محافظات بينها الإسماعيلية (شمال شرق)، ووقتها عقدت الرئاسة اجتماعا لمناقشة "آخر التطورات الخاصة باستهداف المواطنين الأبرياء فى منطقة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية". وقالت الحكومة المصرية وقتها إنها شكلت غرفة عمليات بالتنسيق مع الكنائس المصرية مع بدء توفير أماكن إقامة ودعم مالي للمضارين. وهذا النزوح لهذه الأعداد شيء لافت في تاريخ المسيحيين بمصر منذ ثورة يناير 2011، ولم تعد تلك الأعداد لديارها حتى الآن في ظروف أمنية مضطربة بسيناء. 11 دجنبر 2016 تفجير كنيسة البطرسية، الملاصقة للمقر الرئيسي للكنيسة المصرية شرقي القاهرة، أودى بحياة 29 شخصاً وإصابة 49 شخصا. وفي مارس الماضي، قال بابا الكنيسة المصرية، تواضروس الثاني، في تصريحات متلفزة إن تهديدات "داعش" الإرهابي باستهداف المسيحيين هي "ورقة ضغط على الوطن"، لافتًا أن "مصر لها عناية خاصة من الله وأنه من المؤمنين بذلك وما يحدث مجرد استثناء." ويقدر عدد المسيحيين في مصر بنحو 15 مليون نسمة وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 93 مليونا ما يجعلهم أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط.