صدرت النسخة العربية من رواية "ابن النبي" للأستاذ محمد الناجي، وهو الباحث المتعود على أسلوب ومنهجية مختلفة في كتاباته، سواء منها الأكاديمية أو الصحافية، يخرج فيها لأول مرة من جبة البحث العلمي الرصين إلى الرواية التاريخية. محمد الناجي، ابن قلعة السراغنة، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط سابقا، عرف بأبحاثه العميقة في التاريخ الاقتصادي وعلم الاجتماع القروي، كواحد من أبرز الباحثين في ميدان دراسة العبودية والرق في العالم العربي، والذي وصفه الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه بأنه "مؤلف لا يخشى شيئا"، يأبى مجددا إلا أن يقتحم عوالم المسكوت عنه، من خلال روايته "ابن النبي" عبر المتخيل هذه المرة، باب المقدس في جانبه الأكثر تماسا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبموضوع قوبل بالتجاهل والتحييد من النقاشات الدائرة لمدة قرون طويلة. تنبش الرواية في شخصية زيد بن حارثة، أو زيد بن محمد، كاسم ارتبط بعدة قضايا كبرى، عرفت تشويها وتزييفا كبيرين أجمع عليهما أغلب من اهتم بسيرته، حيث يكشف الناجي عن جانب خفي من سيرة "ابن النبي". فعن طريق أسامة بن زيد، الراوي، يعود محمد الناجي إلى بدايات الإسلام ليفكك خلفيات تحريم التبني وزواج الرسول محمد بزوجة ابنه المتبنى زينب، ويلج عوالم الصراع حول الخلافة التي ابتدأت إرهاصاتها قبل وفاة النبي بسنوات عديدة. وخلافا للروايات الرسمية المتداولة، يحاول المؤلف إعادة بناء الصورة الحقيقية لزيد، ابن الرسول بالتبني، التي تعرضت للكثير من التزوير، لتنفي الرواية بشكل قاطع، عبر لسان أسامة حفيد الرسول، عن زيد الصفات التي ألصقت به على كونه ذميما أسود، كما أنها تسقط سمة العبودية عنه التي رافقت سيرته عند كل الرواة والمفسرين المسلمين. في هذا اللقاء، يستضيف مركز هسبريس للدراسات والأبحاث المفكر محمد الناجي، لينطلق معه من روايته "ابن النبي" معرجا على مختلف إصداراته للحديث عن علاقة الدين بالسلطة، ويسائله عن مواقفه التي تثير الجدل سواء من خلال كتاباته الجريئة في نقد السلطة والحكم بالرغم من قربه لفترات طويلة من حياته من دوائر السلطة، ويحلل معه مضامين مقالاته وتدويناته في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أصبح في الآونة الأخيرة واحدا من المثقفين المغاربة الأكثر حضورا فيها والأكثر مواكبة لتطورات الواقع السياسي. جدير بالذكر أن متابعة الموعد متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و القناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية ب"يوتيوب"، ابتداء من السادسة من مساء هذا اليوم.