تتسم البقرة "إيريكا"، قائدة قطيعها فى المزرعة، بالعناد وصعوبة الانقياد على نحو واضح. وتقول سابرينا هوتس من "رابطة إيريكا وأصدقاؤها" الخيرية، في بلدة "فيجبرغ" بشمال غرب ألمانيا، إن الأبقار مثل البشر؛ لكل منها شخصيتها المستقلة. وفي المزرعة الواقعة بالقرب من "مونشينغلادباخ" هناك نحو 60 بقرة، من بينها إيريكا التي تبلغ من العمر 14 عاما. ولا تدر أي من هذه الأبقار الحليب، ولكن هذه ليست مشكلة بالنسبة لهوتس، فالذين بدأوا مشروعها يريدون "منح الأبقار المزيد من الوقت والإبقاء عليها" بعد أن تم التخلي عنها لأسباب تتعلق بالتكلفة، وهو تحرك جاء في ذروة أزمة فائض الألبان في ألمانيا. كان ذلك منذ عام، عندما كان المزارعون يحصلون على 20 سنتا مقابل لتر الحليب. ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار ثانية؛ غير أن عدد الأبقار في ألمانيا انخفض. وتظهر حسابات هيئة معلومات الأسواق الزراعية، تعود إلى شهر ماي الماشي، أن الأبقار الحلوب في ألمانيا كانت تقل بنسبة 58 ألف رأس عما كانت عليه في العام السابق. وبالنظر إلى العدد الإجمالي للأبقار الذي يبلغ 4.21 مليون بقرة، فإن ذلك يعني أن هناك انخفاضا يصل إلى 1.4 في المئة. وإيلمار هانين هو مزارع من بلدة "كليفه" في منطقة "الراين السفلى"، لديه 120 بقرة، وهو يحاول أن يتحدى ما يعتبره "سعرا منخفضا للغاية لألبانه". وحتى مع ارتفاع الأسعار إلى 33 وحتى 35 سنتا للتر الحليب، مازال لا يغطي تكلفته. بالنسبة له يتعين أن يصبح السعر عند مستوى يتراوح ما بين 40 إلى 42 سنتا للتر. وقال هانين: "في الوقت الحالي أعيش على مدخراتي". ومما يساعد على دعم دخله وجود منفذ لبيع الالبان في مزرعته، حيث يمكن للزبائن الحصول على الحليب الطازج مباشرة مقابل أسعار تصل إلى يورو واحد للتر.