كشفت دراسة بريطانية جديدة عن الدول الأكثر استهلاكاً لما تنتجه الآلة الدعائية لتنظيم "داعش" لاستقطاب المزيد من الأتباع، والترويج لأعماله وإنجازاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت الدراسة المعنونة ب"حرب الإنترنت الجديدة" (The New Netwar)، نشرتها مؤسسة "بوليسي إكس تشاينج"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، إن كلا من تركيا، والولايات المتحدةالأمريكية، والسعودية، والعراق، وبريطانيا، تعد من أكبر المستهلكين للدعاية التي ينتجها "داعش" والجماعات الإرهابية. ووفقاً للتقرير الذي جاء في 130 صفحة، فقد حلت كل من مصر، واليمن، والجزائر، والأردن، والمغرب، في المجموعة الثانية، من بين الدول التي تعد أيضاً موطناً لتنظيم الدولة الإسلامية من حيث عدد المستهلكين لمحتوياتها الرقمية. وحذر الباحثون، بقيادة "مارتن فرامبتون" من جامعة "كوين ماري" بلندن، من أن الحديث عن انخفاض المجموعات الإرهابية في العالم الافتراضي "يعد أمرا مبالغا فيه بشكل كبير"، ولفتوا إلى أن المسح الذي قاموا به خلال الفترة الممتدة ما بين 19 فبراير و3 ماي 2017، كشف أن عشرات الآلاف من المستخدمين على الإنترنت يستهلكون المحتوى الإرهابي عن طريق منصتي "فيسبوك" و"تويتر". وقال التقرير إن "داعش" تنتج أكثر من مائة مقالة وشريط فيديو جديد كل أسبوع، ويتم مشاركتها في العالم عبر تقنية جد متطورة. وعن عدد نقرات مستخدمي الإنترنت خلال الفترة المشار إليها، سجلت تركيا 16810 نقرات، وأمريكا 10388، والسعودية 10239، والعراق 8138، وبريطانيا 6107، ومصر 5410، واليمن 4364، والجزائر 3878، والأردن 3770، ثم المغرب بأقل عدد النقرات البالغ 3638؛ وهو ما يعني أن السياسة الردعية التي ينهجها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في تتبع ومعالجة التهديدات التكنولوجية على الإنترنت، باتت تعطي أكلها. وكان رئيس المكتب، عبد الحق الخيام، قد أعلن في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الأمريكية "AP" الثلاثاء الماضي، عن استراتيجية جديدة لمراقبة الأشخاص من أصول مغربية الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة بأوروبا، وقال: "إن المغرب يعمل حاليا على وضع استراتيجية جديدة لمراقبة وتتبع المغاربة، أو الاشخاص ذوي الأصول المغربية، الذين يميلون إلى التطرف بأوروبا". وأظهر التقرير أن المنصة الأكثر شعبية حيث تنتشر المحتويات الإلكترونية الجهادية هي تلك الموجودة على موقع "تويتر" بنسبة 40 في المائة، تليها الرسائل المشفرة و"فيسبوك". وفي الصدد ذاته، قال المكتب الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب والاستخبارات، في تقرير جديد له، إنه نتيجة قيام منصات رقمية بشن حملة تطهير ضد الحسابات المتطرفة فيها، آخرها إغلاق "تويتر" 300 ألف حساب، فرّ عدد من هذه الحسابات إلى منصة "إنستغرام".