عرض التلفزيون الحكومي الجزائري اليوم لقطات ظهر فيها الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، برفقة شقيقيه في أحد مراكز الاقتراع، وذلك لممارسة حقه في التصويت في الانتخابات البلدية والمحلية. وخلافا للانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/أيار الماضي، لم توجه الدعوة هذه المرة إلى الصحافة الأجنبية لتغطية هذا الحدث، في ظل غياب رئيس البلاد عن الحياة العامة منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013. ومنذ ذلك الحين، والحالة الصحية الحقيقية لبوتفليقة، الذي لم يتكلم أمام أمام الجمهور منذ سنوات، يحيطها الغموض مما يدعو إلى الشك وعدم اليقين في أوضاع البلاد، الأمر الذي أدى إلى زيادة المطالبات بعزله في الأشهر الأخيرة، وفقا لما ينص عليه الدستور الجزائزي في هذا الشأن. وأظهرت الصور الرسمية رئيس البلاد (80 عاما) جالسا كالمعتاد على كرسي متحرك، يدفعه هذه المرة أحد حراسه الشخصيين. كانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها اليوم في تمام الساعة 08.00 بالتوقيت المحلي (07.00 بتوقيت غرينتش) لانتخاب أعضاء المجالس المحلية في خضم لامبالاة وأزمة اقتصادية خانقة. ومن جانبه، صرح رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، بأن "الكلمة والقرار ينبعان من الشعب، والوفاء بالواجب الانتخابي يتطلب ساعة أو ساعتين لكن تأثيره أمر حاسم في إدارة شؤون المواطنين لمدة خمس سنوات طويلة". ولم تشهد العاصمة الجزائر حركة سواء في الشوارع أو في مراكز الاقتراع التي بدت خالية من الناخبين، فقط ينتشر المسؤولون عن الانتخابات وأجهزة الأمن وعدد قليل من المواطنين توجهوا للإدلاء بأصواتهم، رغم أن الحكومة منحتهم عطلة للتفرغ للانتخابات. وبعيدا عن المستقبل السياسي للبلاد، يمر الاقتصاد الجزائري بأزمة خطيرة، مما ظهر في تضاعف عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بشكل غير شرعي إلى أوروبا. وظهرت الأزمة نتيجة الانخفاض الشديد لأسعار النفط في 2014 ، وكذلك نتيجة للفساد والنموذج الاقتصادي القائم على دعم الحكومة للمنتجات الأساسية.