من التزلج الألبي إلى تزلج المسافات الطويلة، هو التحدي الذي رفعه المغربي سمير عزيماني، وتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، في مسابقته الثانية، بعدما خاض غمار أولمبياد فانكوفر 2010 في الأولى. اليوم الجمعة، على مضمار البنسيا للتزلج في كوريا الجنوبية، سينطلق عزيماني بين المشاركين الأخيرين في سباق 15 كلم حرة. ويقول الرياضي المغربي المولود عام 1977 في لوفالوا-بيريه ضواحي باريس في عائلة من 4 أولاد، لوكالة فرانس برس: "وجدت نفسي أمارس رياضة التزلج بالصدفة". وبعد تجربة غير ناجحة في سنته الأولى، تعلم الشاب المكنى "صاروخ الكسكس" فنون التزلج خلال حصة مدرسية في المدرسة المتوسطة؛ وأوضح: "في ذلك الوقت بدأت أصبح مدمنا على التزلج". وقتها شارك الشاب المغربي للمرة الأولى في مسابقة نظمها الاتحاد الدولي للتزلج..سأل مدربه: "هل تعتقد أنه يمكنني أن أكون بطلا التزلج هكذا؟"، فأجابه "لم لا!". وضع عزيماني التزلج جانبا من دون أن يتخلى عن حلمه الذي بدأ يتجسد حقيقة بعد نحو عقد من الزمن. صاحب الأحلام الهادئة سينجح، كما في كثير من الأحيان، في تحقيق أهدافه، حتى الأكثر جنونا. ويتذكر المتزحلق صاحب ال40 سنة دائما أول سباق له في مسابقة للاتحاد الدولي.. "كانت مغامرة لا بأس بها في دجنبر 2000". أول سباق مع سفيندال وأردف المتزحلق المغربي: "كان ذلك بالتحديد في 16 دجنبر في أوريس (أعالي جبال الألب)، مع أشخاص رائعين"، بما أن النرويجي أكسيل لوند سفيندال والفرنسي ستيف ميسيلييه، واللذين أحرزا ميداليات ذهبية أولمبية بعد ذلك بسنوات، كانا مسجلين على قائمة السباق. بعد مشاركات في بطولة العالم (2001، 2003، 2005، 2009)، نجح الشاب المغربي في حجز بطاقته للمرة الأولى إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وكانت في فانكوفر الكندية عام 2010.. كان الممثل الوحيد للمغرب، وبالتالي مر بمفرده في حفل الافتتاح حاملا العلم الوطني، ويقول: "أجمل ذكرى هي أنني حققت مشروعا مع أطفال من أحياء وويبي (شرق فرنسا)، وجعلتهم يعيشون مع الكنديين هذه المغامرة الأولمبية". وماذا عن التحول إلى سباقات التزلج الطويل؟ كان ذلك شغفا مفاجئا؟ بالتأكيد لا، بل تم في وقت كان يسعى إلى تحسين قدرته على التحمل، ودائما في إطار سعيه للعودة إلى قمة مستواه في التزلج الألبي؛ يقول: "أرى الرياضيين يتحولون إلى التزلج الألبي. أقول في نفسي "لا! لا! لا!"، وفي الوقت نفسه أقول ليس لدي أي خيار"، مضيفا: "ومع ذلك فهي رياضة كنت أحتقرها وأسخر منها أكثر من غيرها"؛ إلا انه بات حاليا "فخورا" بالتحول من التزلج الألبي إلى تزلج المسافات الطويلة. وخضع عزيماني لعملية جراحية لعلاج فتق حرمه من المشاركة في أولمبياد سوتشي 2014 علما أنه كان ضامنا تأهله لخوض منافسات التزلج الألبي. عبور المغرب في محاولة للعثور على رعاة جدد، قام بعبور للمغرب من شماله إلى جنوبه على زلاجات مزودة بعجلات صغيرة، وأعرب عن سعادته بقطع 1700 كيلومتر بين مدينتي العيونووجدة، والتي "كان لها أثرها". انطلقت مغامرة تزلج المسافات الطويلة بالنسبة لعزيماني، وخاض تدريبات على الثلج على زلاجات بعجلات. وكانت النتيجة ثمينة حيث حصل على بطاقة التأهل للمشاركة في أولمبياد بيونغ تشانغ. في كوريا الجنوبية، كما كانت الحال في كندا قبل ثماني سنوات، حمل عزيماني العلم المغربي في حفل الافتتاح. هدفه؟ ألا ينهي السباق في المركز الأخير وبأقل من 12 دقيقة عن موريس مانيفيكا، المرجع الفرنسي وأحد أفضل الرياضيين في العالم في هذه المسافة. *أ.ف.ب