تحت عنوان "القدس عربية إسلامية ومشاريع الكيان الصهيوني إلى زوال"، وجهت "حركة المقاومة الإسلامية" في فلسطين، الشهيرة اختصارا ب"حماس"، نداء إلى الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975، من أجل التدخل على خلفية تداعيات قرار إدارة واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. ففي بلاغ للحركة الفلسطينية، نشر على موقعها الإلكتروني الرسمي، دعت "حماس" العاهل المغربي إلى "التدخل الفوري والعاجل" من أجل ما وصفته ب"منع استمرار انتهاكات حكومة العدو التي تستهدف تهويد القدس وتغيير معالمها السكانية والعمرانية"، في إشارة إلى مشاريع جديدة تستهدف تهويد القدس على مستوى الآثار الإسلامية داخل وبمحيط المسجد الأقصى. نداء "حماس" تضمن دعوة أيضا إلى الزعماء العرب والمسلمين، عبر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من أجل "التدخل بشكل فوري وحازم من خلال اتخاذ القرارات التي من شأنها ردع الاحتلال ومنعه من التمادي في سياساته التهويدية في القدس"، معتبرة أن تلك القرارات "تشكل خطرا بالغا على طابعها العربي والإسلامي". ويأتي هذا النداء في سياق التداعيات التي خلفها قرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة وحيدة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، إذ كان الملك محمد السادس أول من سارع إلى تنبيه ترامب إلى خطورة هذه الخطوة، مطلع شهر دجنبر الماضي، في رسالة باسم 57 دولة تشكل لجنة القدس، وتمثل أكثر من مليار مواطن. بعد شهر ونصف على تلك الرسالة، سيتوصل الملك محمد السادس برسالة جوابية من دونالد ترامب، يؤكد خلالها الأخير على أنه "حريص على التوصل إلى اتفاق دائم للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، مجددا في هذا الصدد "دعم حل الدولتين إذا ما انخرط فيه الطرفان"؛ فيما عبر عن تقديره لريادة الملك محمد السادس داخل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. إلى ذلك، قالت "حماس" إن سلطات إسرائيل "تشرف مباشرة على أكبر وأضخم عمليات تهويد في القدس.. أخطرها ما يسمى بمشروع بيت هاليڤا (بيت الجوهر) غرب ساحة البراق"، حيث "تنصُب شركات احتلالية بتوجيه من الحكومة الصهيونية رافعات إنشائية داخل حدود المكان المخصص للمشروع، والذي يعتبر أضخم المجمعات التهويدية في القدس على بعد نحو 200 متر غرب المسجد الأقصى المبارك". وترى الحركة الفلسطينية أن هذا المشروع "انتهاك للحركة القانونية والدينية والسياسية لمنطقة ساحة البراق الإسلامية"، وأنه "يأتي بالتزامن مع مشاريع تهويدية أخرى قريبة من ساحة البراق والقصور الأموية ومقبرة الرحمة والمقبرة اليوسفية؛ تنفيذاً لمخطط تهويدي يستهدف الحوض المقدس، الدائرة الأولى حول المسجد الأقصى المبارك، حيث مكان وجود الآثار الإسلامية من الفترة الأموية وحتى العثمانية". وفيما وجهت "حماس" نداءها إلى "الشعوب العربية والإسلامية بأن تقول كلمتها وتقوم بواجبها تجاه أهلنا في القدس، وأن تقدم كافة أشكال الدعم اللازم لتعزيز صمودهم في وجه هذه المخططات الخطيرة التي تستهدف الهوية الإسلامية والعربية للقدس"، وجهت رسالة تحذيرية إلى إسرائيل بالقول: "على الاحتلال أن يدرك أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل حالة التغول على الأرض والمقدسات، وأن لها ما تقوله في هذا المضمار".