تحت شعار "دور مراكز التفكير في صناعة القرار"، أعلنت مجموعة التفكير والبحث الاستراتيجي، التي تضم مركز ابن بطوطة للتنمية والتحليل الاستراتيجي، ومركز أفريكا – ميد للدراسات الاستراتيجية، في ندوة صحافية بالبيضاء، عن تأسيسها كبنية علمية وأكاديمية مستقلة ينشط فيها خبراء وباحثون من المغرب ومن الخارج. وأكد رئيس المجموعة، الفاعل الاقتصادي عبد الرزاق الزرايدي، أن مجموعة (تينك تانك) قوة اقتراحية وآلية استراتيجية، من أولوياتها مواكبة السياسة العمومية عبر رصد تطور المشهد السياسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي، وإبداع بدائلَ وحلولاً للمشكلات التنموية وطنيا وإقليميا. وأضاف أن التكامل العلمي والبحثي مدخل أساسي لتشكيل رؤية استراتيجية للبحث العلمي والأكاديمي عبر التئام مراكز للبحث والدراسات في مجموعة للتفكير تواكب السياسات العمومية المغربية داخليا وإقليميا دوليا. ويردف بأن كل المستجدات والرهانات تفرض خوض الواقع الجديد بمواكبة علمية لمراكز البحث، والعمل على بناء بنك للمعطيات حول إفريقيا لتشجيع الاستثمار المغربي في إفريقيا، ورصد الأداء الاقتصادي والمالي ومختلف القطاعات، ومواكبة سيرورة تفاعلاتها وتأثيراتها الممتدة، والعمل على تكوين قيادات في مختلف المجالات عبر التدريب والتأهيل، وكذا صياغة توصيات ومقترحات تمكن من تجويد الأداء الاقتصادي والتنموي وتحسين الوضع الاجتماعي. ووقف يوسف شهاب، المدير العلمي لمجموعة البحث والتفكير (أستاذ الجيواستراتيجية بجامعة السوربون وخبير في التنمية في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط) عند مسألة تصنيف المغرب في لائحة الإنتاج العلمي، وهي الرتبة 127، متخلفا عن كل الدول المغاربية، وقال إن هذا الترتيب يناسب تصنيف المغرب في التنمية البشرية، وهي الرتبة 125، ليخلص إلى حتمية التوازي بين معادلة البحث العلمي ومعادلة التنمية البشرية. وفي سياق اقتراحه لبديل تجاوز هذا الإشكال العلمي والتنموي، دعا يوسف شهاب إلى تحقيق المصالحة أو بالأحرى الالتقائية بين السياسي والتكنوقراطي والأكاديمي عبر الوعي بضرورة تكثيف التضامن الثلاثي. وأشار إلى ضرورة تجاوز استيراد الوصفات السريعة الجاهزة من مراكز الدراسات الدولية، طالما أن وصفاتها لا تنبعث من المناخ البيئي المغربي، وطالما أنها مؤدلجة ونمطية، ولكونها محكومة بأجندة الزمن الاقتصادي، مما يجعل اقتراح حلولها للمشكلات متسرعا. وتابع يوسف شهاب بأن مراكز البحث والتفكير تأخذ لنفسها مساحة زمنية تمكنها من فهم حقيقي للمشكلة، طالما لا تكون أولوياتها مواكبة إشكالية تحت ضغط الطلب، بل تبقي سقف مخرجاتها رهينا بمدى استيفائه لكل المعايير الدولية للبحث الأكاديمي، وكذا تجريب مقترحات الحل. واعتبر عبد الفتاح الفاتحي المدير التنفيذي لمجموعة التفكير أن مراكز البحث هي أداة للتركيز على المشكلات الراهنة، ووسيلة لتوجيه المجهود البحثي نحو مشكلات ذات أولوية، من حيث هي مواكبة علمية ونقدية وتحليلية تدرس مشكلات محددة، وتقدم لها بدائل للحل يستند عليها صانع القرار. وأشار إلى أن مجالات اهتمام مركزي مجموعة التفكير يبقى هو القضية التنموية وتعزيز الاستثمار وقضايا الحكامة وقضايا الأمن القومي وتحديات الأمن الخارجي وقضايا الهجرة ومواكبة تطور المشهد السياسي وغيرها من القضايا الراهنة. وأفاد بأن إحدى أهم أولويات مجموعة التفكير التأسيس للذكاء الاقتصادي، الذي يمكن أن تسترشد به المقاولات والشركات قبل الاستثمار في الفضاء الإفريقي عبر إيجاد كم هام من المعلومات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عن كل دولة إفريقية حتى تكون عملية خوض المقاولات المغربية تجربة استثمارية قليلة المخاطر.