في الوقت الذي أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أنها بصدد اتخاذ التدابير اللازمة للارتقاء بمنطقة أمن سلا إلى مستوى الأمن الإقليمي، عبر إعادة الهيكلة التنظيمية للأمن بالمدينة وخلق دينامية أمنية متقدمة وإنشاء مفوضيات للشرطة وتكثيف التغطية الأمنية، خرجت شبيبة حزب العدالة والتنمية بالمدينة ذاتها ببلاغ تدعو فيه إلى تنظيم لقاء دراسي لبحث مظاهر العنف والتحديات المرتبطة بالأمن في سلا. وربط متتبعون للشأن المحلي بمدينة سلا اختيار موضوع العنف والأمن في الوقت الراهن، وبرمجة يوم دراسي لمناقشته، وإصدار بلاغ في شأنه على الموقع الرسمي ل"البيجيدي"، بمحاولة شبيبة الحزب صرف الأنظار عن إخفاق قادة هذا الحزب على مستوى الحكامة وتدبير الشأن المحلي بالمدينة، عبر تهريب النقاش العمومي وتعليق أوضاع المدينة على "مشجب الأمن". فئة من المتفاعلين مع البلاغ على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى أن شبيبة العدالة والتنمية تعاملت مع الأوضاع المحلية لمدينة سلا تحت شعار "اُنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، مضيفة أنه عوض أن تنتقد هذه الشبيبة ضعف أداء حزبها، الذي يتولى رئاسة المجلس البلدي لمدينة سلا، ويرأس أغلب المقاطعات التي تتألف منها جماعة سلا، اختارت أن ترمي الكرة في ملعب الأمن من أجل دغدغة مشاعر الساكنة بعيدا عن مسؤوليات مدبّري الشأن المحلي. واستغل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المناسبة لتذكير حزب العدالة والتنمية، ومعه شبيبته الداعية إلى يوم دراسي حول العنف، ب"فشله الذريع في حل مشاكل الإنارة العمومية والولوجيات وتأمين حق الساكنة في الخدمات بمختلف مجالاتها، إضافة إلى ما تعرفه مدينة سلا من مشاكل على مستوى النظافة والصحة والفضاءات الخضراء وتبليط الأزقة والشوارع". وتساءل متتبعون للشأن السلاوي عن قدرة شبيبة "المصباح" على مناقشة موضوع الأمن وتقديم إجابات دقيقة عن السياسة الأمنية، هي التي عجزت عن تدارس واقع المدينة على مستوى الخدمات المحلية، التي تبقى على عاتق الهيئات المنتخبة، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، وتفادت التطرق إلى مسؤوليات المجلس البلدي فيما تعيشه المدينة من مشاكل. وذهب آخرون إلى اعتبار أن الظاهر من النشاط المزمع تنظيمه هو الرغبة في خدمة الساكنة ومناقشة مشاكلها، إلا أن باطنه يخفي أهدافا سياسية مختلفة، منها الركوب على المجهودات التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني، وأن توفّر الشبيبة لنفسها الفرصة لكي تدّعي مستقبلا بأن ما تحقق على المستوى الأمني جاء نتيجة لمساعيها وتحركاتها وأنشطتها الحزبية.