احتضنت مدينة ورزازات، اليوم الاثنين، اللقاء الوطني التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي المقبل، من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للتخفيف معاناة ساكنة الأقاليم المعنية بالتساقطات الثلجية والإسراع في فتح الطرقات في وقت وجيز. ويندرج هذا اللقاء، الذي ترأسه عبد القادر عمارة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء وعبد الرزاق المنصوري عامل إقليمورزازات والذي حضره الكاتب العام للوزارة ومدير مديرية الطرق وعدد من المديرين الجهويين والإقليميين، في إطار السياسة المتبعة من لدن الوزارة الوصية على قطاع التجهيز لمواجهة سوء الأحوال الجوية وإعداد تجهيزات الديمومة الشتوية من أجل إدامة حركة المرور على الشبكة الطرقية في ظل ظروف جيدة طوال الموسم الشتوي. وجرى التركيز، من خلال هذا اللقاء، على حصيلة الموسم الشتوي الماضي واستعراض نقاط القوة لتأطير والمجالات التي يجب تحسينها بالنسبة إلى الموسم الحالي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على خطة العمل للموسم الشتوي المقبل، والتي تغطي أساسا الجوانب المتعلقة بالديمومة الشتوية ووسائل الاتصال الداخلي والخارجي وإعداد وإدارة الفرق والمعدات وتوفير المواد الاستهلاكية وإعداد الشبكة الطرقية. وأكد عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في معرض كلمته، أن هذا اللقاء الوطني يتعلق بالتقييم والاطلاع عن كثب على المعطيات الخاصة بالعمل التي تقوم بها مصالح الوزارة في المواسم الشتوية. وأوضح المسؤول الحكومي أن وزارته دخلت، منذ بداية السنة الفارطة، في إكراهات جديدة، خصوصا أن الموسم الشتوي الفارط دام أربعة أشهر وخمسة أيام. وذكر عمارة أن عدد المحاور الطرقية التي عرفت انقطاعا السنة الماضية في عدد من الأقاليم المعنية بالتساقطات الثلجية بلغت حوالي 6457 كلم أي بزيادة 72 في المائة، مقارنة بمعدل السنوات الست الأخيرة التي كانت تسجل فيها حوالي 3745 كلم. وأضاف أن "هذا المعطى عليه نشتغل في هذا اللقاء الذي جمع المسؤولين المركزيين والترابين العاملين في وزارة التجهيز للدخول في بعض التفاصيل"، مبرزا أن "هذه التفاصيل هي التي ستساعدنا على تقديم خدمة عمومية للمرتفقين ومستعملي الطرق". ولفت عمارة إلى أن هناك عدة إجراءات تتخذ من قبل وزارة التجهيز والنقل، خصوصا في ما يتعلق بالاطلاع وإعلان عن طبيعة الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بشكل دوري بإخبار الرأي العام بالأحوال الجوية عبر بلاغات، ملتمسا ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه البلاغات واتخاذ الحيطة والحذر. وأشارت كلمة عبد القادر عمارة الموجهة إلى المديرين الجهويين والإقليميين والمسؤولين المركزيين التابعين للوزارة المعنية إلى ثلاث نقاط: "ضرورة التواصل بمختلف أشكاله وأنواعه، والتنسيق المحكم على المستويين المركزي والترابي، وإعادة النظر على مستوى توفير الآليات لا سيما بالمناطق المعروفة بالثلوج والأكثر عرضة للانقطاعات، والشراكة مع الجماعات الترابية لتأطير الموارد البشرية التي تتوفر عليها تلك الجماعات الترابية". من جهته، أوضح عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليمورزازات، في معرض كلمته، أن عمليات فك العزلة الجغرافية والاقتصادية والخدماتية تتم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى العناية بالمواطن وخاصة بالعالم القروي، مضيفا أن إقليمورزازات يتوفر على محورين للتدخل من أجل فك العزلة على ساكنة العالم القروي. وأبرز المسؤول الإقليمي ذاته أن المحور الأول يتجلى في إنجاز المشاريع التنموية الهيكلية في كل القطاعات وخصوصا الطرق، حيث على سبيل المثال لا الحصر برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمطالبة بالعالم القروي والمناطق الجبلية، الذي يعد وينجز تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الذي تمت بموجبه بالنسبة إلى إقليمورزازات 32 مشروعا في مجال الطرق بتكلفة 890 مليون درهم، والذي شرع بالفعل في إنجازه، حيث الأشغال جارية حاليا في بناء طريق بورمان وامزري لجماعة إيمي نيلاون بتكلفة 64 مليون درهم، والطريق بين اشباكن بإقليمورزازات وايت حمزة بإقليمأزيلال الذي سيعلن على صفقة أشغالها قريبا بتكلفة 34 مليون درهم حسب الدراسات. أما المحور الثاني، فيتجلى في برنامج التدخلات الميدانية أثناء فترات تساقط الثلوج، من خلال تفعيل عمل اللجنة الإقليمية لليقظة التي اجتمعت يوم 18 شتنبر الماضي، وتم اتخاذ كل الإجراءات الاستباقية اللازمة. ونوّه المنصوري بالمساهمات التي وصفها بالكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة الملكية، التي تعبئ بتعليمات ملكية لفائدة إقليمورزازات طائرة مروحية وآليات الأشغال. كما نوّه بتدخلات باقي الفرقاء المتدخلين، وبمساهمة المجتمع المدني وكذا العاملين في قطاعي التعليم والصحة والمصالح الأمنية ورجال السلطة والفرق التقنية العاملة في الميدان والتي بلغ عدد الأشخاص العاملين بها على مستوى إقليمورزازات في الموسم الشتوي السابق 421. وطلب عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليمورزازات، في نهاية الكلمة التي قدمها خلال اللقاء الوطني التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي المقبل، من وزير التجهيز أن يضع رهن إشارة الإقليم ثلاث آليات بالسلاسل التي تعدّ أكثر ملاءمة للمناطق الجبلية ذات الارتفاعات الكبيرة.