أدى أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، صلاة الجمعة بمسجد "حسان" بالرباط، حيث شدد الخطيب على أن العناية الإلهية اقتضت أن يبعث النبي المصطفى الكريم في وقت اضطربت فيه أحوال العالم، الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والخلقية، وانتشرت تصورات خاطئة للربوبية والألوهية. وأبرز الخطيب أمام الملك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جاء ليعلن أن الدين دين الله، وهو دين واحد في الأولين والآخرين، لا تختلف إلا صوره ومظاهره، وأما روحه وحقيقته فلا تتغير: إيمان بالله وحده، وإخلاص له في العبادة، ومعاونة الناس بعضهم بعضا في الخير، وكف أذاهم بعضهم عن بعض. واعتبر أن حلول ذكرى المولد النبوي الشريف يستلزم واجبات نحو الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، منها وجوب الإيمان به، والشهادة له بالرسالة، وتصديقه في جميع ما جاء به، إيمانا يجمع بين التصديق بالقلب والشهادة باللسان، وكذا حفظ سنته وصونها من دسائس المدلسين الذين يشوهونها بالتحريف والتزييف والكذب، وهو الورش الذي أطلقه الملك محمد السادس بافتتاح الدروس الحديثية. وأضاف الخطيب أن واجبات المؤمنين تجاه الرسول الكريم تستوجب أيضا وجوب طاعته، التي تتحقق بالتزام دينه، والتسليم بما جاء به، ورفع كلمته، واتباع سنته، ومحاكاته في الأخلاق والأفعال، والانقياد لأوامره في جميع الأحوال، إلى جانب وجوب محبته صلى الله عليه وسلم، لأنه جاء بالرأفة والرحمة، وعلم الكتاب والحكمة، وبشر وأنذر، ونهى عن التعسير ويسر، وبالغ في النصيحة، وسلك المحجة الصحيحة، وأتى بالهداية، وأنقذ من الضلالة، ودعا إلى الفلاح ومهد سبيله، وبيّن سبيل النجاح وأقام دليله. وأشار خطيب الجمعة إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يتجدد كل سنة في هذا البلد الأمين، ويتجدد معه التعلق بمثال الرسول الأكرم، استلهاما من محبته، وتعلقا بنموذج صبره وتضحياته، مبرزا أن "الملك يضفي سيرا على سنة أسلافه المنعمين من ملوك الدولة العلوية الأماجد، على هذه الذكرى من الجلال والمهابة ما يتناسب وتعبير المغاربة الصادق المتجدد عن تعلقهم بالرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام".