سبع سنوات عجاف انصرمت على "الربيع العربي" سقطت في تونس الدولة وتفككت في ليبيا الجمهورية، لكن الاتحاد المغاربي، كتجمع إقليمي، لم يحرك ساكنا، بل بقيت الدول الأعضاء، المغرب والجزائر وموريتانيا، تتفرج كيف تأكل الشعوب حكامها، كيف تدمر الشعوب ذاتها بذاتها. هل عقدت قمة استثنائية؟ هل خرجت حتى ببيان؟ في مصر بلاد الكنانة أدى الشعب الضريبة مرتين، بسقوط نظام حسني مبارك والانقلاب على حكم محمد مرسي. في مصر ذبح الشعب مرتين، ولكن هل حركت جامعة الدول العربية ساكنا لقول كفى؟ في المشرق العربي أحرقت جمهورية الأسد، دكت وسويت مع الأرض، لكن النظام السوري لم يسقط بحكم الحسابات الجيوستراتيجية، إذ تدخلت روسيا في القضية السورية للحيلولة دون سقوطه حتى لا تصبح الولاياتالمتحدةالأمريكية على أبواب حدودها. ولكن أين العرب؟ اليمن السعيد أعادته أحداث الربيع إلى ما قبل الوحدة، حيث تحالف العرب ضد أكذوبة اسمها "الحوثيين"، حتى أن أمريكا اليوم وحلفاءها اندهشوا من هذا الفن العربي في قتل العربي للعربي، بل إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صرحت بمنع بيع الأسلحة لهؤلاء الهمج. وها هي المملكة العربية السعودية ترتكب جريمة القرن وتعطي العالم الدليل بأننا بالفعل همج وقتلة ولا نستحق إلا القتل. ما تبقى من العروبة إلا الرقص بالسيوف، والضرب على الدفوف. ما تبقى من العروبة إلا نخوة زائدة. ما تبقى من العروبة إلا دول على دول حاقدة. ما تبقى من العروبة... إلا حشو وسجع وكلام بلا فائدة.