كَان لبلاغ الأولتراس المشجّعة للرجاء والوداد الرياضيين التاريخي، الذي اتفق فيه الطرفان على مقاطعة مباراة "الديربي"، الأحد المقبل بملعب مراكش الكبير، لحساب مؤجل الجولة 10 من منافسات "البطولة برو"، أثر الصفعة في وجه كل المتربِّصين بفصائل الناديين، في مناسبة من حجم "ديربي" مُرحَّل إلى مدينة عرف استقبالها لجماهير البيضاء في الماضي الكثير من الأحداث العنيفة. وبقدر ما لقي البلاغ ترحيبًا من فئة واسعة من الجماهير والمتتبعين، بالنظر إلى مضمونه الناضج وغير المعهود بين جمهورين غريمين، خصوصًا قبل مباراة من حجم "الديربي"، بقدر ما احتمل قراءات متعددة، خاصةً عن مصدر الفكرة وطريقة تطبيقها والوصول إلى بلاغ مشترك بهدف واحد دون اعتبار لمن سيستفيد أو يتضرر. جُمهور كَازا "عاقْ"! من خلال اللهجة الرصينة والنضج الذي تمت به صياغة البلاغ المذكور، بدا أن فصائل الفريقين استخلصت العبر من أحداث سابقة، عندما وقع أعضاؤها في "فخ" إحداث أو المشاركة في شغب كان مهيأ من قبل من طرف جهات معينة، حسب ما يؤكده الجمهور ذاته، الأمر الذي كان يدفع ثمنه عشاق الأندية غاليا، بمعاقبتهم ب"الويكلو"، ثم حركية "الأولتراس" في البلاد بتلويث سمعتها، والتضييق عليها، عن طريق استغلال بعض الأحداث لتلاوة خطاب ضرورة حَظر "الموفمون". وفطنت نوى فصائل "الكورفا سود" و"الكورفا نورد" إلى إمكانية أن يكون ترحيل "الديربي" إلى مدينة مراكش، دون غيرها، بمثابة فخ للجماهير البيضاوية، بداية من اضطرار جمهور فريقين غريمين إلى السفر ذهابا وإيابا من البيضاء إلى "المدينة الحمراء"، وما يمكن أن يتخلّل ذلك من مناوشات قد تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، خاصةً في مرحلة العودة التي ستشكل فرصة لفئة من الجمهور الذي لم يستطع تقبل الهزيمة أو التعادل من أجل تفريغ أحقاده. وبما أن نوى الفصائل، وحسب تجارب سابقة، لن تتمكن من السيطرة على أعضائها في إطار التجاوب مع أي استفزاز قد يقود المجموعة إلى الهلاك، بإشراكها في أحداث شغب مفترضة، ارتأى قادة المجموعات الاحتكام إلى مقاطعة "الديربي" لتفادي الوقوع في المحظور. البلاغ والصياغة الأمنية! رغم أن البلاغ لقي تنويها من مختلف الجماهير والفاعلين والمتداخلين في المنظومة الكروية الوطنية، إلا أن فئة واسعة تساءلت عن حيثيات هذا "البلاغ السلمي"، بل هناك من اعتبر موقف الفصائل استجابةً لقرار أمني محض، تم تصريفه على أساس موقف شخصي للفصائل المذكورة. واستندت الفئة التي اعتبرت أن القرار "من الفوق" إلى صعوبة إجماع مجموعات "الماغانا" وفصيل "الوينرز" على قرار مماثل، فضلاً عن اعتبار الفقرة التي أشارت إلى عمل المجموعات على إحداث ميثاق شرف بينها بمثابة تخلٍّ عن مبادئ "الموفمون"، خاصة أن الأمر يتعلق بفصائل مشجعة لفريقين غريمين. رسالة صوتية تحذر! انتشر في الساعات الماضية تسجيل صوتي من "مراكشي" تضمن تحذيرا للجماهير "البيضاوية" من الوقوع في مصيدة "الديربي"، وجاء فيه: "حذاري شي واحد يحيد شي كرسي ولا..عرفتي شحال من كاميرات زادو فالتيران على قبلكم..التعليمات جات من الفوق.. وهادشي علاش جابوكم للتيران ديال مراكش..حيت بغاوكم فمراكش"!. وتفاعلت فئة واسعة مع التسجيل المذكور، خاصةً أن جماهير الرجاء تحتفظ بذكرى سيئة عن ملعب مراكش الكبير، العام الماضي، عندما نشبت أحداث شغب عنيفة بين أنصار النادي وعناصر الأمن، في ما وصفه "رجاويون" آنذاك ب"العمل الاعتدائي" المنظم من السلطات الأمنية وقتها. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com