عقد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، لقاءً مع الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي المكلف بالشؤون السياسية وسياسة الأمن، أليخاندرو ألفاركونزاليس، بغية تعزيز تعاون حلف شمال الأطلسي مع الضفة الجنوبية في ظل التحديات الأمنية الكبيرة بالمتوسط. وقال ألفاركونزاليس، خلال الندوة المُعنونة ب "25 سنة من التعاون بين المغرب وحلف شمال الأطلسي في إطار التعاون المتوسطي.. الحصيلة وآفاق المستقبل"، إن "المغرب شريك نشيط لحلف شمال الأطلسي من حيث الدبلوماسية العمومية"، منوّها بجهود المملكة في سبيل تعزيز تعاون ثابت يهدف إلى خدمة أمن مواطني العالم. عبد الرحمان المكاوي، خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، قال إن "المغرب والمنطقة الأطلسية يواجهان التحديات والمخاطر نفسها؛ على رأسها ظاهرة الإرهاب وبعض النزاعات الإقليمية، إضافة إلى سياسة المحاور التي برزت في الآونة الأخيرة، ثم الهجرة السرية والجريمة العابرة للقارات وانتشار السلاح النووي، وغيرها". وأضاف المكاوي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "زيارة ألفاركونزاليس، الرجل القوي في الحلف الأطلسي، لها دلالات كثيرة؛ في مقدمتها تجربة علاقات التعاون بين المغرب والحلف التي جرى الاحتفال بذكراها الخامسة والعشرين، ومن ثمة إعادة تقييم الاستراتيجية العسكرية المشتركة على اعتبار أن المغرب يعد شريكا أساسيا للحلف، سواء تعلق الأمر بالمستوى العسكري أو الأمني أو الاستراتيجي". وأوضح الباحث المتخصص في الشؤون الاستراتيجية أن "شمال إفريقيا عبارة عن منطقة ملتهبة ومشتعلة، لذلك فإن المغرب يضطلع بأدوار أساسية في توفير الاستقرار ومواجهة التحديات، لأنه بمثابة الخندق الأول لأوروبا والعالم في ما يخص الإرهاب والهجرة السرية والجريمة العابرة للقارات، خاصة المخدرات". وبخصوص طبيعة المقاربة التي يعتمدها المغرب في التصدي للمخاطر الأمنية المحيطة به، أبرز أستاذ العلاقات الدولية أن "هنالك استعدادات دائمة، لأن التحديات التي تواجه المغرب يتم التصدي لها بالمعلومة الدقيقة التي يتم تحديثها على مدار الساعة، ومن ثمّ فطالما يسيطر المغرب على المعلومة بمعناها الواسع، العسكرية والأمنية والاقتصادية والإلكترونية، على حد السواء؛ فإن هذه المخاطر والرهانات يمكن مواجهتها"، مشيرا بالمناسبة إلى أن ألفاركونزاليس لا يظهر إلا قليلا على الواجهة الإعلامية والسياسية. وأردف المتحدث أن "دور المغرب في الاستقرار والسلام والأمن بمنطقة شمال أفريقيا سبقته دراسات متعددة وندوات متنوعة، نُظمت من قبل المديرية الرابعة للحلف الأطلسي في لوكسمبورغ، وصلت إلى قناعة مفادها أن الرؤية المغربية في مواجهة المخاطر المتعددة بالمنطقة هي رؤية صاعدة؛ ذلك أن الحلف الأطلسي لا يأتي بشكل عشوائي إلى الدول، وإنما تسبق مثل هذه الزيارات مشاورات وندوات ودراسات عديدة". وختم الباحث في الشؤون الأمنية تصريحه لهسبريس بالقول: "جرى استدعاء بعض وزراء الخارجية السابقين إلى اللقاء السابق، من قبيل وزيري الخارجية بتونس وموريتانيا، بحيث يتم تبني كل النتائج التي أسفرت عنها الندوات والدراسات التي أصدرتها المديرية الرابعة للحلف الأطلسي. يضاف إلى ذلك أن الحلف قد أعد سيناريوهات مختلفة لهجرة مليونية من الجنوب صوب الشمال، تسعى إلى مواجهة مستقبل بعض الدول الإفريقية، وشمال إفريقيا على وجه الخصوص، فعلى سبيل المثال إذا انهارت دولة الجزائر، فإن الحلف ينتظر ما بين مائتي وخمسة ملايين مهاجر جزائري في قوارب يعبرون على متنها البحر الأبيض المتوسط".