لقِيت مبادرة تبرع محسنة بأكثر من مليار لبناء مؤسسات تعليمية نواحي سلطات حملة إشادة وإعجاب من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، داعين المغاربة إلى القيام بأنشطة مماثلة عوض الإكثار من تشييد المساجد والعقارات، ومشيدين بفعلها الاستثنائي الذي قارنوه بما أقدمت عليه فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني، وهي مؤسسة "جامعة القرويين". وتساءل الكثيرون عن أسباب غياب ثقافة المقاولة المواطنة في المجتمع المغربي، لاسيما لدى رجال ونساء الأعمال الذين يراكمون الملايير كل سنة، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تشييد مدرسة أو جامعة أو غيرها من المؤسسات، مشددين على أن الاقتصاد ينبني على أساس التنمية الاجتماعية على الصعيدين الوطني والمحلي. أحد الناشطين في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وجه بعض الكلمات إلى نجية نظير، سيدة الأعمال التي تطوّعت لإنجاز مؤسسات تعليمية نواحي سطات، موردا: "شكرا للسيدة التي تبرعت بمليار لبناء مؤسسة تعليمية..شكرا للمهاجرين الذين "يتبرعون" بمليارات سنويا بادخارها في بنوك مغربية. تجد مدينة نصف سكانها هاجروا..والنصف الآخر يحتج من أجل نواة جامعية ومركز استشفائي حقيقي لعلاج السرطان". بدورها، علّقت ناشطة أخرى على الموضوع بقولها: "هذا هو الإحسان الحقيقي وليس بناء المساجد أو توزيع الزيت والدقيق على المواطنين في القرى، ثم التقاط الصور من أجل "البوز". ليت المسؤولين الذين يُسيرون البلاد تأتيهم الغيرة والحرج من هذه السيدة وينهضون بالتعليم، لأننا أصبحنا نتذيّل التصنيف الدولي في جودة المدرسة العمومية". المبادرة الإيجابية أثارت استحسان الجميع دون استثناء، في ظل الواقع المأساوي للمدرسة العمومية المغربية، إذ شرعت "ناشطة فيسبوكية" في تعداد مناقب المتبرعة بالأموال، موردة: "إنها مواطنة صالحة تحب الخير لأبناء بلدها..أتمنى أن يحذو حذوها أصحاب الملايير، لأن المغرب في أمس الحاجة إلى المستشفيات والطرق والمدارس. لسنا في حاجة إلى المزايدات السياسية الفارغة". وفي وقت اختارت هذه الشريحة المجتمعية الثناء على سيدة الأعمال، توجهت فئة أخرى في مواقع التواصل الاجتماعي إلى عقد مقارنة بين الفعل الذي قامت به وباقي المبادرات التي تقدم عليها السلطات المعنية، لاسيما حينما يتعلق الأمر بتوزيع الحقائب والأدوات المدرسية، إذ قال أحد الناشطين: "تقوم الدنيا ولا تقعد لمّا يشرف عامل على توزيع حقائب مدرسية لا يتعدى سعر الواحدة منها أربعين درهما، والطامة الكبرى أن الحقيبة تحمل شعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي تحول إلى مؤشر سلبي يدل على فقر حامله".