اتهمت حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، حركة حماس بمحاولة اغتيال عاطف أبو سيف، الناطق باسم فتح في قطاع غزة، بعد تعرضه لاعتداء على يد مسلحين في القطاع مساء أمس. وندد حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تغريدة على تويتر، اليوم، بمحاولة "اغتيال" أبو سيف "من قبل عصابات حماس". ونُقل أبو سيف إلى المستشفى الليلة الماضية بعد تعرضه للضرب، وقالت مصادر في حركة فتح إنه أصيب بكسور في يديه وساقه، إضافة إلى إصابة بالرأس بعد تعرضه للضرب بأدوات مختلفة. واستنكرت حركة حماس الاعتداء الذي تعرض له أبو سيف. وقال خليل الحية، نائب حركة حماس في قطاع غزة: "تستنكر حركة المقاومة الإسلامية الاعتداء الذي تعرض له الأخ الدكتور عاطف أبو سيف، القيادي في حركة فتح والناطق باسمها أمس الإثنين...وندعو وزارة الداخلية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لكشف الفاعلين ومعاقبتهم"، وأضاف في بيان: "في الوقت ذاته ترفض حركة حماس وتستهجن كل أشكال التصريحات والتلميحات المتسرعة التي صدرت عن حركة فتح أو غيرها، التي تحمل حماس أو الأجهزة الأمنية المسؤولية عن هذا الحادث المرفوض". ويشهد قطاع غزة منذ أيام تظاهرات في عدد من المناطق تحت شعار "بدنا نعيش"، احتجاجا على ظروف الحياة في القطاع من بطالة وغلاء في الأسعار. وأظهرت لقطات مصورة تعرض المشاركين في تلك التظاهرات للضرب والاعتقال. وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في بيان الليلة الماضية إنها "تواصل متابعة وتوثيق ورصد تداعيات الحراك السلمي في قطاع غزة "بدنا نعيش""، وأضافت أنها وثقت "احتجاز مئات المواطنين، سواء من المشاركين في التجمعات أثناء فض التجمعات أو من خلال ملاحقات سابقة أو لاحقة للمظاهرات عبر مداهمة منازل المواطنين واحتجاز العديد منهم على خلفية المشاركة فيها". وتابعت الهيئة في بيانها أن الأجهزة الأمنية احتجزت المئات، ووفقا لمعلوماتها فقد "زاد عددهم عن 1000 مواطن على خلفية علاقتهم بالحراك"، وأوضحت في بيانها أن "عددا من المحتجزين تم اقتيادهم إلى مركز يتبع للشرطة العسكرية يقع في شمال قطاع غزة"؛ ويقدر عدد المحتجزين المتبقين فيه حسب تقديرها بأكثر من 300 معتقل من جميع المحافظات. وأشار بيان الهيئة إلى أن هناك "23 صحافيا في مختلف المحافظات (في قطاع غزة) تم احتجازهم أو توقيفهم أو استدعاؤهم، على خلفية تغطيتهم لفعاليات الحراك، سواء ميدانيا أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي"، وقالت إن "الأجهزة الأمنية قامت بتهديد عدد منهم ومصادرة هواتفهم النقالة ومعداتهم، بالإضافة إلى تعرض العديد منهم إلى الضرب والإهانة وسوء المعاملة"، وأضافت أنه تم الإفراج حتى صباح أمس الإثنين عن معظمهم "باستثناء الصحافيين عامر بعلوشة، وعمر طبش، وصالح ساق الله". وتتهم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 حركة فتح بالوقوف وراء هذه التظاهرات. وأطلق حسن يوسف، القيادي في حركة حماس، في الضفة الغربية اليوم مبادرة دعا فيها "إلى وقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية في كافة أرجاء الوطن على خلفية التعبير عن الرأي أو الانتماء السياسي"، وأضاف في مبادرته: "نرفض استخدام العنف والقمع ضد أي فلسطيني على خلفية ممارسة حقه في التعبير المشروع عن رأيه". وسعت مصر طيلة السنوات الماضية إلى إنجاز مصالحة فلسطينية تنهي الانقسام بين حركتي فتح وحماس وتعيد الوحدة بين قطاع غزةوالضفة الغربية، إلا أنها لم تنجح في ذلك حتى الآن، وفي كل مرة يتم التوقيع على اتفاق من أجل ذلك تتبادل الحركتان الاتهامات بالمسؤولية عن إفشاله.