فَتحتْ سفارة جمهورية إندونيسيا بالرّباط أبوابها، اليوم السبت، أمام النّاخبين الإندونيسيين المتواجدين بالمغرب للتّصويت في الانتخابات الرئاسية والمجلس النيابي الإندونيسي، وهي المرة الأولى في تاريخه التي يجمع فيها هذا البلد الأسيوي نوعين من الانتخابات في الوقت نفسه. ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافدَ العشرات من الطلبة والمواطنين الإندونيسيين على مقرّ السفارة للإدلاء بأصواتهم داخلَ مركز أعدَّ لهذا الغرض. وتجنّد عشرات الموظفين لتأمين عملية التصويت حتى تمرَّ في ظروف مواتية، كما تواجدت عناصر من الأمن المغربي بالقرب من بوابة السفارة لحماية المواطنين الوافدين على المقرّ الديبلوماسي. وتجري عملية التصويت داخل مركز يشرف أربعة عاملين به على إدلاء المواطنين بأصواتهم، حيث يتقدّم كلّ ناخب صوبَ أحد المكاتب المخصصة لتقديم الأحزاب والمعلومات، ثم يدخل المعزل لاختيار مرشحه، وتنتهي العملية بتوقيع أو بصمة الابهام. وقال فوزي جمال، رئيس لجنة الانتخابات الإندونيسية في المغرب وموريتانيا: "نحن في المراحل الأولى من العملية، قمنا تنفيذاً للديمقراطية الإندونيسية بفتحِ أبواب السّفارة، وحسب الجداول الموجودة في اللائحة للمنتخبين، هناكَ حوالي 320 من جالية إندونيسيا في المغرب وموريتانيا مؤهلين للتصويت في هذه الانتخابات". وبشأن طريقة التصويت، أوضح فوزي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها متنوعة؛ "إما في محل الاقتراع في السفارة أو عبر البريد أو الصندوق المتجول، سواء في المغرب أو موريتانيا"، مبرزاً أن "هناك إقبالا جيدا من طرف المواطنين، وعملية التصويت في محل الاقتراع بالسفارة الاندونيسية تمرّ في ظروف ممتازة". ويأملُ جمال أن "تمرّ هذه الانتخابات في ظروف جيدة وتأتي بالنتيجة المرجوة لتحسين الأوضاع وكذا لتنفيذ الديمقراطية في إندونيسيا"، مورداً أنه من المرتقب أن يرتفع الاقبال على محل الاقتراع خلال الساعات القادمة، إذ إن "بعض الطلبة يأتون من مساكنهم عبر المواصلات التي جهزنا لهذا الغرض من أجل الإدلاء بأصواتهم". وعن العلاقات المغربية الإندونيسية، قال فوزي جمال إنها "وطيدة، ونشكرُ الأجهزة الأمنية التي تسهر على أن تمر هذه الانتخابات في ظروف جيدة، ففي الدارالبيضاء توافدتْ جالية إندونيسية للإدلاء بأصواتها بطريقة سلسة، وقد أدت السلطات الأمنية دورها بشكل جيدٍ في اليومين السابقين". من جانبهِ، هانونج نكرها، القائم بالأعمال بالسفارة الإندونيسية، قال لهسبريس: "نحن سعداء لاستقبال المواطنين الإندونيسيين لهذا الحدث الوطني المتعلق بالانتخابات الرّئاسية والتشريعية في سفارة الرباط". وأضاف: "هذا تمرين ديمقراطي حيثُ إن هناك حوالي 122 في البعثات الخارجية ونحن نريد من أيّ مواطن يتوفر على الشروط أنْ يأتي إلى الصندوق وأن يدلي بصوته"، مشيراً إلى أنهم "سيصوتون من أجل انتخاب رئيس جديد وأعضاء تشريعيين". أما ألفين داوْمن، طالب جامعي إندونيسي يدرس في كلية ابن طفيل بالقنيطرة، فوصف لحظة الانتخاب ب"فرصة ثمينة"، وقال: "شاركت في الانتخابات، وهذا البرنامج يسير على ما يرام. الموظفون يخدمون بشكل ممتاز، ونحن كمنتخبين نشعر بالفرح والسرور على الخدمة المقدمة، ونشكر كل من يساهم في هذا البرنامج حتى يكون جيدا وممتازاً". ويتم في هذه الانتخابات الاختيار بين أحد المرشحيْن للرئاسة، ومُرشحيْن لمنصب نائب الرئيس، كما يتم اختيار أعضاء البرلمان الإندونيسي ال 575، من بين المتنافسين البالغ عددهم 7968 مرشحًا، المنتمين إلى 16 حزبًا سياسيا.