دشنت المؤسسة الوحيدة في إسبانيا التي تقدم خدمات مالية إسلامية، "كوبحلال" "Coophalal"، منتجا جديدا هو عبارة عن تأمين تكافلي لخدمات النقل والدفن من إسبانيا نحو جميع دول العالم، كما تستعد لإطلاق منتجين آخرين، ما يظهر الاهتمام المتنامي تجاه هذا القطاع الذي يسير على نهج الشريعة الإسلامية. وقد أنشئت هذه المؤسسة في برشلونة شمال شرقي إسبانيا، وتعد منصة للمستثمرين ورواد الأعمال الذي يلتزمزن بمبادئ المعاملات المالية وفقا للشريعة الإسلامية، ومن ثم فإنها لا تعمل على سبيل المثال بقروض، بل تطبق مبدأ التوزيع والاشتراك في الأرباح والخسائر. وعلى الموقع الإلكتروني للمؤسسة، تصف "كوبحلال" منتجها الجديد، الذي أطلقت عليه اسم "تكافل"، ب"أول تأمين تكافلي قانوني وحلال بإسبانيا". وتوضح أنه "أول تأمين تكافلي شرعي وقانوني يشمل جميع خدمات ومصاريف النقل والدفن من إسبانيا نحو جميع الدول"، مبرزة أنه "أول صندوق تكافلي يقتسم فيه الفائض السنوي بين منخرطيه". وقالت نجية لطفي، رئيسة مركز الدراسات البحثية في الاقتصاد والمالية الإسلامية، في تصريحات ل"إفي"، إن "المال يجب أن أن يكون أداة وسيطة فحسب، وليس هدفا في حد ذاته. معاملاتنا المالية تلتزم بمبادئ الشريعة: القروض بفوائد ممنوعة وكذلك بيع ما لا يملكه المرء، وهو ما يعد أحد أسباب الفقاعات المالية التي تحولت في نهاية المطاف لأزمة". ويشار إلى أن هذ المركز البحثي أسس في عام 2013 لتشجيع المعاملات المالية الإسلامية في إسبانيا وتأهيل موظفين متخصصين، علاوة على نشر مبادئه وممارساته. وتسعى "كوبحلال" لأن تصبح بديلا للمدخرين والمستثمرين سواء المسلمين أو غير المسلمين الذين يتطلعون للمشاركة في نشاط اقتصادي "وفقا لمبادئ التضامن والعدالة والمسؤولية الاجتماعية"، كما تؤكد لطفي. وسجلت هذه المؤسسة هذا العام للمرة الأولى أرباحا، جرى توزيعها بين الشركاء وفقا لحجم المساهمة والمدة الزمنية التي مرت عليها. وأكدت الاقتصادية والأستاذة الجامعية المتخصصة في المعاملات المالية الإسلامية أن المؤسسة أطلقت خمسة مشروعات مستثمرين، ولديها أيضا مجموعة مستقرة من المدخرين، المقيمين بأنحاء متباينة في إسبانيا. كما تعتزم "كوبحلال" إطلاق منتجين ماليين جديدين، أحدهما في مجال الصحة والآخر وفي مجال التعليم، ولكن على الرغم من التطور الجيد لنشاطها، لا يخطط القائمون على المؤسسة على المدى القصير لمد أنشطتهم لأماكن أخرى في إسبانيا. ووفقا لآخر دراسة حول هذا النوع من المعاملات المالية (ترجع لعام 2017)، فإن إسبانيا- حيث يعيش مليونا مسلم، تحتل المركز 104 من بين 124 بلدا فيما يتعلق بتطور هذا النشاط.