قال محمد بنسعيد آيت إيدر، القيادي التاريخي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، إن "ما يحدث على مستوى بلدان الجزائر والسودان أبرز دليل على ضرورة المبادرة واليقظة وتجاوز العواطف لينتهي إلى راهنية فتح نقاش للمستقبل ينبني على المشترك القائم على الوضوح بين جميع الأطراف، مشددا على أن الجواب عن سؤال ما العمل يفترض القيام بنقد ذاتي موضوعي خصوصا لمرحلة ما بعد سقوط جدار برلين التي شهد فيها العالم تحولات عميقة". وأضاف آيت إيدر، الذي كان يتحدث صباح اليوم الجمعة في ندوة حول "الحاجة إلى الكتلة التاريخية لمحمد عابد الجابري"، أن "المنطقة تعيش هجوما كاسحا تقوده الإمبريالية العالمية، وصل حد التدخل السافر في مصير الشعوب تحت العديد من المسميات؛ ومنها: صفقة القرن، والفوضى الهدامة، وغيرها". وأوضح القيادي التاريخي أن "تحقيق الأهداف المرجوة من الكتلة التاريخية يقتضي فرز التناقضات على مستوى الواقع، مع احترام الحق الكامل في الاختلاف، بالإضافة إلى رص الصفوف"، مستشهدا ب"الكتلة التي أسست في فترة الاستقلال، حيث قاد الوطنيون الشباب معارك كبيرة بمعية المؤسسة الملكية، وتمكن الجميع من إنتاج مبادرات تجميعية أهمها كثلة العمل الوطني". واستدرك آيت إيدر، في اللقاء الذي شهد حضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن "الفرص التاريخية التي أنتجت التكتل بقيت دون بوصلة"، مشددا على أنه "في السياق الحالي يظل الشباب والنساء وقود الثورات، فحركة 20 فبراير على سبيل المثال قادها الشبان، وهو ما يستوجب مد جسور التواصل بين مختلف الأجيال". وأشار المتحدث إلى أن "الكتلة الديمقراطية في سياق التسعينيات فرضت نفسها محاورا قويا وذا مصداقية، وكانت كل مبادراتها مؤثرة؛ لكن الاختلاف في طبيعة التعاقدات التي سيتم إبرامها مع النظام عجل بتعطيل العمل"، مضيفا أن "السياق الحالي يشهد امتدادا كبيرا للعسكر على حساب إرادة الشعوب". بنسعيد، الذي أصدر مذكراته خلال الشهور الماضية، أردف أن "فصل الدين عن الدولة ضرورة من أجل التقدم؛ فالطابع المدني هو عماد الديمقراطية"، مشددا على أن "الدين لا يمثله طرف واحد"، محذرا مما "وقع في تجارب الإسلاميين على مستوى العراق الذي تعيش على وقع التطاحن السني الشيعي".